محمود سعيد برغش يكتب: وأين حق مدير إدارة الباجور؟!

بينما يتصدر وسم “العدالة لياسين” مواقع التواصل الاجتماعي، ويُعاد فتح ملف قضية الطفل الذي هُزّ وجدانه قبل جسده، هناك جريمة أخلاقية أخرى تم دفنها في صمت: قضية مدير إدارة الباحور التعليمية بمحافظة المنوفية، الأستاذ/ محمد عبد التواب، الذي تُوفي إثر تعرضه لإهانة مباشرة من وزير التربية والتعليم خلال زيارته لمحافظة المنوفية في فبراير 2024.

في مشهد مؤلم ومُصور، ووسط جمع من القيادات، وجه الوزير كلمات قاسية ومُهينة لمدير الإدارة أمام زملائه ومعلميه وقياداته.

لم يحتمل الرجل ما حدث، فسقط بعدها بأيام قليلة، ولفظ أنفاسه الأخيرة وسط حالة من الصدمة والحزن، ليس فقط في الباحور، بل في قلوب كل معلم يعرف قيمة الكرامة.

الأسئلة التي لا تزال معلقة بلا إجابة:

لماذا لم تُشكل لجنة تحقيق محايدة في الواقعة؟

لماذا تجاهلت وزارة التربية والتعليم الحادث وكأنه لم يقع، ومرّت عليه مرور الكرام؟

أين البيان الرسمي من الوزارة يوضح ملابسات ما حدث؟

هل تمت مراجعة مدى صحة شهادات وزير التربية والتعليم؟

وأين الجهات الرقابية من منحه ماچستيرًا في ظروف غامضة؟

إذا كنا نفتح اليوم ملف “ياسين”، بعد سنة من الحفظ والتجاهل، فإن ملف “مدير الباحور” أولى بأن يُفتح، لا من باب الثأر، ولكن من باب الكرامة التي أُهدرت، والعدالة التي تأخرت، وربما لن تأتي إلا إذا طالبنا بها نحن.

مدير الباحور لم يكن رقمًا في منظومة، بل كان إنسانًا كرّس عمره لخدمة التعليم، ثم رحل تحت وطأة الإهانة الرسمية. وإن صمتنا عن ذلك، فنحن نُشارك في قتل الضمير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى