غارة غامضة في عرض البحر.. أصابع الاتهام تتجه نحو إسرائيل

في حادثة أعادت للأذهان مشهد سفينة “مافي مرمرة”، تعرضت سفينة “الضمير”، التابعة لأسطول الحرية، لهجوم بطائرات مسيرة أثناء إبحارها في المياه الدولية قرب سواحل مالطا، وهي في طريقها إلى غزة محملة بمساعدات إنسانية.
ووقعت الضربة التي فجر الجمعة، 2 مايو، تسببت في اشتعال النيران بجزء من السفينة وألحقت بها أضرارًا جسيمة، لكنها لم تسفر عن إصابات بين طاقمها المكون من 16 شخصًا، من بينهم نشطاء ومواطنون أتراك.
غياب التصريحات الرسمية
وسارع منظمو الرحلة إلى تحميل إسرائيل مسؤولية الهجوم، مستندين إلى تقارير رصدت تحليق طائرة عسكرية إسرائيلية من طراز KC-130H فوق المنطقة قبل ساعات من وقوعه.
كما أكدت السلطات المالطية تلقيها نداء استغاثة من السفينة وفتحت تحقيقًا في الواقعة، وسط تكتم إسرائيلي كامل عن التعليق.
وفي أنقرة، خرجت وزارة الخارجية التركية ببيان شديد اللهجة، دانت فيه ما وصفته بـ”الاعتداء السافر” على سفينة مدنية في المياه الدولية، وطالبت بمحاسبة المسؤولين، خاصة وأن من بين ركاب السفينة مواطنين أتراك.
كما يأتي هذا التطور وسط أزمة إنسانية خانقة تعيشها غزة، حيث أدى الحصار المستمر منذ شهور إلى نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، فيما تسعى مبادرات مدنية لكسر الحصار عبر البحر، رغم كل المخاطر.
واللافت أن هذا الحادث – الذي لم يُحسم بعد من يقف خلفه رسميًا – يعيد رسم خطوط المواجهة بين العمل الإنساني والسياسات العسكرية، ويطرح تساؤلات عن مستقبل أي محاولة لكسر الحصار على غزة.
بقلم: أماني يحيي