جفاف الحياة .. بقلم الكاتبة: الزهرة العناق

 

أحيانا تمطرنا الحياة بجفاف قاس، فتترك فينا شقوق لا ترمم،

يتقوس الضهر من فرط الانكسار و تصبح الضحكة مزيفة.

نصبح غرباء مع أنفسنا، نتجول بأجساد لم نعد نألفها.

كنا زمان نستلقي على الأرض نقلد الموتى، كبرنا فصارت أجسادنا واقفة لكنها ميتة،

تؤدي طقوس الحياة بتعبير لا حياة فيه.

نرتدي الصبر كسترة نجاة،

نلوح للضوء من خلف نوافذ العتمة.

نخشى أن نصدق أفراحنا الصغيرة المؤقتة، كي لا تكذبنا خيبات الغد.

كبرنا حد أن الحنين لم يعد يعرف الطريق إلينا.

صار يحمل بوصلة معطلة،

و يطرق أبوابا مجهولة العنوان.

صارت الدموع تسفر عن هويات لا نعرفها، والمرايا تعكس لنا وجوها لا تشبه ملامحنا الأولى.

كأننا نكتب على أرواحنا رسائل مجهولة، نودعها صناديق العمر ولا ننتظر ساعي الأمل.

نمشي بثقل الذين رأوا كثيرا،

وصمتوا كثيرا وخسروا أكثر مما يقال.

صرنا نبتسم كأننا نقنع الألم أن لا مكان له عندنا.

نربت على أكتافنا ونحن نتهاوى،

نجيد تمثيل الصمود في مشهد بلا جمهور، حتى المرايا لم تعد تصدق.

نختبئ في تفاصيل الأيام كأننا لا نريد أن يعثر علينا الصدق.

نتحدث كثيرا لنهرب من صمت مميت يعرفنا فقط بالاسم.

نلبس الأحلام القديمة،

ونمشي في زحام الوقت كأننا آثار لا تزال تبحث عن أصحابها.

نكتب على جدران ذواتنا:

“كن خفيفا كأنك لم تتألم،

و ارحل كأنك لم تنتظر أحدا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى