أخر الأخبار
عَالَمُ الإِوَزُّ بقلم الكاتبة والأديبه تهاني عدس

عَالَمُ الإِوَزُّ (وِزٌّ بِالعَامِيَّةِ)
بقلم: تهاني عدس
الوَزُّ هُوَ رَمزُ التَّفَانِي، وَالوَلَاءُ، وَالجِدِّيَّةُ فِي الحَيَاةِ الزَّوجِيَّةِ، زَوَاجُهُ لَا يَعرِفُ طَلَاقًا، أَو تَعَدُّدًا، أَو تَقصِيرًا، يَتَفَانَى فِيهِ الزَّوجُ وَالزَّوجَةُ فِي تَأدِيَةِ الحُقُوقِ الزَّوجِيَّةِ عَلَى أَكمَلِ وَجهٍ، وَلَا يَتَخَلَّى الزَّوجَانِ عَن أَبنَائِهُمَا تَحتَ أَيِّ ظَرفٍ، بَل يَقُومَانِ عَلَى تَربِيَتِهِم بِحِرصٍ شَدِيدٍ….
فِي مَقَالٍ مَنشُورِ لِكَاتِبٍ كُويتِي يَقُولُ فِيهِ: أَنَّ الوِزَّةَ (الزَّوجَةُ) هِيَ مَن تَقُومُ بِإِختِيَارِ زَوجَهَا، وَهِيَ مَن تَزُفُّ خَبَرَ زَوَاجهِمَا السَّعِيدِ لِلسِّربِ….
تُعرَفُ الوِزَّةُ بِوَلَائِهَا لِزَوجِهَا، وَإِخلَاصِهَا لَهُ، لِدَرَجَةِ أَنَّهُ لَو اِبتَعَدَ عَنهَا بِسَبَبِ سَفَرِهِ المَوسِمِيّ المُتَكَرِّر، تَمتَنِعُ هِيَ عَنِ الطَّعَامِ (لَو فَعَلنَا هَكَذَا لَمتْنَا مِنَ الجُوعِ) …
أمَّا الزَّوجُ فَهُوَ وَفِيٌّ لِزَوجَتِهِ مَهمَا اِبتَعَدَ عَنهَا، لَا يَستَبدِلُهَا بِأَيِّ وِزَّةٍ أُخرَى؛ لِأَنَّهُ يُقَدِّرُ وَلَاءَهَا لَهُ وَرِعَايَتِهَا لِأَبنَائِهَ فِي غِيَابِهِ؛ …
لِذَلِكَ يُعتَبَرُ الوِزُّ رَمزَ الغَرَامِ، وَالعِشقِ السَّامِي حَسَبْ أَبحَاث عُلَمَاءِ سُلُوكِيَّات الحَيَوانِ، …
بِالرَّغمِ مِن كُلِّ هَذَا، سَجَّلَ العُلَمَاءُ وُقُوعَ حَالَةِ طَلَاقٍ بَينَ زَوجَينِ مِنَ الوِزِّ فِي إِحدَى المَحمِيَّاتِ الطَّبِيعِيَّةِ بِلَندَنِ…
عَادَ الزَّوجُ مِن اِحدَى سَفَرِيَّاتِهِ إِلَى رُوسِيَّا بِزَوجَةٍ رُوسِيَّةٍ (تَقرِيبًا رِيشُهَا أَبيَضُ، وَتَتَحَدَّثُ الرُّوسِيَّةَ) …
الزَوجَةُ المُتَفَانِيَةُ الصَّبُورَةُ كَانَتْ فِي اِنتِظَارِهِ، لَكِن لَاحَظَ العُلَمَاءُ رَدَّ فِعلِهَا الرَّاقِي عِندَمَا عَادَ الزَّوجُ بِزَوجَةٍ أُخرَى. هِيَ لَم تَفتِكْ بِهِ، أَو تَنتَقِمْ مِنهُ، وَلَم تَأخُذْهُ لِمَحكَمَةِ الأُسرَةِ؛ كَي تَنتِفَ رِيشَهَ، بَل قَرَّرَتْ وَبِكُلِّ هُدُوءٍ اِستِبدَالَهُ بِزَوجٍ آخَرَ. وَكَانَ هَذَا القَرَارُ بِمُبَارَكَة مِن بَاقِي أَعضَاءَ السِّربِ.
وَبَعدَ الزَّوَاجِ الجَدِيدِ، لَم يَستَطِعْ زَوجُهَا السَّابِقُ (الإِكسُ) التَّعَرُّضَ لَهَا، أَو المَسَاسَ بِهَا، أَو تَحرِيضَ أَبنَاءهُ ضِدَّهَا، ثُمَّ اِمتَنَعُوا عَنِ التَّوَاصُلِ مَعَ بَعضِهِمَا تَمَامًا؛ لِأَنَّهَا أَصبَحَتْ زَوجَةً لِغَيرِهِ…
أَمَّا العَرِيسُ الجَدِيدُ، اِنتَقَلَ مُبَاشَرَةً لِلعَيشِ مَعَهَا، سَمَحَتْ لَهُ بِرِعَايَةِ وَاحِدٍ فَقَط مِن أَبنَائِهَا كَاِختِبَارِ، عِندَمَا نَجَحَ فِيهِ، سَمَحَتْ لَهُ بِأَنْ يَرعَى مَعَهَا بَاقِي أَبنَائِهَا…
وَهَكَذَا يُعَلِّمُنَا الإِوَزُّ الرَّقِي فِي الخِلَافَاتِ عِندَ وُقُوعِ الطَّلَاقِ، وَعَدَمُ إِقحَامِ الأَبنَاءِ فِي صِرَاعَاتِ الآبَاءِ.