أعظم كنز في حياتك … بقلم/ الزهرة العناق

لسنا في حاجة إلى خريطة مرسومة، ولا إلى مفتاح من ذهب ليفتح صندوقاً من الخشب المعتق.
الكنز الحقيقي لا يدفن بين أحضان التراب، ولا يشترى بالذهب، ولا تحرسه الأفاعي كما في الحكايات. أعظم كنز هو ما يخزنه القلب حين ينضج، وما تنقيه النفس حين تتطهر، وما تهمس به الروح حين تخلو بنفسها في لحظة صدق.
الناس يركضون وراء كنوز براقة: المال، السلطة، الجمال، الشهرة… وكلها زائلة. أما الكنز الثمين الذي لا يصدأ ولا ينهب فهو السلام الداخلي. ذاك الذي ينبت في القلب حين يتصالح المرء مع نفسه، و يصفح عن ماضيه، ويقبل ضعفه ويحتضن إنسانيته.
أعظم كنز هو أن تستطيع النوم دون أن يثقل صدرك ذنب اقترفته و لم تعترف به، أو ظلم لم تصححه، أو كلمة جارحة لم تعتذر عنها.
أعظم كنز أن تستيقظ وتعلم أن لا أحد يحمل عليك في قلبه حقداً، وأنك لم تكن سببا في انكسار أحدهم ذات يوم.
كنزك لا يوجد في خزائن البنوك، بل في عين أم ترضى عليك، ويد تمتد لمساعدة محتاج، وابتسامة ترسم على وجه يتيم، دعاء سري لا يعلم به أحد.
العظماء لا يقاسون بما يملكون، بل بما يتركون في القلوب من أثر جميل. فكم من فقير ملك أعظم الكنوز لأنه كان غنيا بقلبه، وكم من غني مات مفلسا لأنه لم يزرع خيراً في عمره.
أخيرا وليس آخرا، ما نحن إلا سطوراً في ذاكرة الحياة، فاختر أن يكون سطرك ناصعاً، مملوءا بالحب، مذيلاً بعبارة لا تنسى:
“كان يوما هنا، و ترك أثرا جميلا و سيبقى حرفا خالدا”