سمر حمود تكتب الانثي النورانيه والحب

الانثي النورانيه والحب
بقلم الكاتبة والأديبه / سميرة حمود
لماذا تختار بعض النساء العزلة وترحل عن الرجال؟
ليست كل امرأة وحيدة، مكسورة.
وليس كل ابتعاد… هروبًا.
بعض النساء، حين يقررن الرحيل، لا يهربن من الحب، بل يحمين قداسة الحب في داخلهن.
لا يتكبرن على الرجال، بل يتسامن عن العلاقات التي لا تطابق نورهن الداخلي.
هذه النساء لا يبحثن عن رجلٍ يعجب بهن،
بل عن روح تلامس أرواحهن، تَرقى إلى عمق نظراتهن،
تَشعر بأنوثتهن دون أن تستهلكها.
هي تلك المرأة التي إن جلست في العزلة، جلست فيها بأمان، لا بوحدة.
تأنس بنفسها، لأنها لم تفقدها وسط ضجيج العلاقات العابرة.
هي التي تعرف أن الحب الحقيقي ليس له رائحة جسد، بل رائحة روح.
وأن العلاقة المقدسة لا تُبنى على الإغواء، بل على الاحترام والتناغم والنية الصافية.
هي لا ترفض الرجل،
بل ترفض أن تُختزل في جسد، أو أن تُسلب طاقتها، أو أن تُستنزف لأجل إثبات ذاتها.
تبحث عن:
عقل يفتح أمامها أبواب الحكمة،
وقلب يسكن فيه الله والنور،
ويدٍ تُمسك بها لا لتقودها… بل لترافقها.
هي أنثى كاملة، لكنها لا تبيع أنوثتها في سوق الكلمات الرخيصة.
تعرف قيمتها، وتحفظ سر طاقتها.
تعشق العلاقة الحميمة، نعم،
لكنها لا تهبها إلا لمن يدخل باب روحها أولاً، بنية صافية، وتردد يوافق ترددها وشرع يوافق الله .
ولذا… ترحل.
حين لا تجد الرجل الذي يرى فيها “الكل”، لا “جزءاً”.
ترحل لا لتتمرد، بل لتحمي النقاء الذي فيها.
لأنها تدرك أن التلوث الطاقي يبدأ بكلمة،
ويكبر باستهتار،
وينتهي بانطفاء نورها.
هذه المرأة… نورانية.
وإن وجدت من يرافقها النور…
أحبّت بعمق يعجز اعظم الشعراء شرحه،
ومنحته مملكة كاملة من السكينة والدهشة والاحتواء.
هي لا تنتظر الحب، هي “تنتظر التوافق النوراني”.
فإما أن يأتي في صورته الحقيقية…
وإما أن تبقى في عزلةٍ، يسكنها الله والطمأنينة.