إفراج حماس عن رهينة أمريكي-إسرائيلي يفتح الباب أمام استئناف المفاوضات وتهدئة محتملة

أعلنت حركة حماس عن إطلاق سراح الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، في خطوة وُصفت بأنها بادرة حسن نية تجاه الإدارة الأمريكية، وجاءت تتويجًا لاتصالات دبلوماسية مكثفة جرت في العاصمة القطرية الدوحة بوساطة من قطر ومصر.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تمهيد لتحريك المياه الراكدة في ملف التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث كشفت مصادر مطلعة أن الإفراج عن ألكسندر أعاد الزخم للمفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، في ظل ضغط أمريكي متواصل لدفع الطرفين نحو اتفاق شامل يشمل تبادل الأسرى وفتح المعابر وإدخال المساعدات.
كما قوبل التحرك بترحيب دولي واسع، حيث رحّبت كل من القاهرة والدوحة بالخطوة، معتبرتين أنها تفتح المجال أمام تحركات إنسانية وسياسية أوسع، في حين اعتبرتها واشنطن مؤشرًا إيجابيًا يمكن البناء عليه للوصول إلى اتفاق نهائي ينهي الحرب ويؤسس لاستقرار دائم في القطاع.
على الجانب الإسرائيلي، أثار الإفراج عن ألكسندر موجة من الانتقادات الحادة لحكومة بنيامين نتنياهو، حيث اعتبرت قوى المعارضة أن الصفقة تمّت بتنسيق مباشر بين واشنطن وحماس بعيدًا عن الحكومة، مما يُعدّ، وفق تعبيرهم، دليلًا على فشل القيادة السياسية في إدارة ملف الرهائن.
من جانبها، عبّرت عائلات الرهائن عن غضبها من أداء الحكومة، وطالبت بوقف الحرب فورًا والدخول في مفاوضات جدية تضمن إعادة جميع المحتجزين، وسط مخاوف من أن استمرار العمليات العسكرية يهدد حياتهم ويُعقّد جهود استعادتهم.
في الأثناء، كشفت صحيفة “أكسيوس” أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أجرى اتصالات مع نتنياهو أطلعه خلالها على تفاصيل الاتفاق، ومن المتوقع أن يصل إلى إسرائيل برفقة والدي عيدان ألكسندر خلال ساعات.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد تشكل نقطة تحوّل حقيقية في مسار الأزمة، وفرصة نادرة لاختبار جدية الأطراف المعنية في إنهاء النزاع، وإطلاق مسار سياسي وإنساني شامل يُخرج القطاع من دوامة الحرب الممتدة.
بقلم: أماني يحيي