محمد ابراهيم الشقيفي يكتب: نضال الأنثى وناقوس الخطر

حين تناضل الأنثى دفاعاً فى محراب عقيدتها ، فقد دقت طبول الحرب ولا مناص من المواجهة ، خاصةً وإن ناقوس الخطر أوشك على الإقتراب ليلتهم ماتبقى من الصواب ، إن اشتد ساعد المرأة وواكب الأمر اشتعال غضبها ، يحتاج الطيف الأنثوي إلى تعلم مهارات لكي تدافع بها المرأة عن نفسها ، خشية أن تحاول عقارب الساعة التوقف فجأة لتثأر لغضب الوقت ، فتضعف القوي وتهزل الإرادة ثم يعصف إعصار النار بالأسرة بعيداً ، لتنزلق فى متاه بلا رحمة.
قد يكون مثيراً لو نظر نا داخل الدائرة دون عنصرية ، فلا خصوصية انفرادية للأنثى عن غيرها ، لكننا نثر الخواطر ثم نسبح في موج مشاعرها ، المرأة بلا منافس هى التى تمثل الوكيل الرسمي لقاعدة البيانات الأسرية ، مهما اختلفت طبائع المكان وتوقيت الحدث و حقبة الزمان .
إن استقام فكرها نضجت كل ثمار الغصن ، وإن أعوج الضلع يحتاج الأمر إلى شىء من حساسية الحكمة غير المفرطة ، كي يتلاشى الغضب وتدار الرحايا بحرفة القطبين معا ، رغم التأويلات المزدوجة حول التفسير لقضية الفائزين في معركة الحياة، ومن يفطن قليلاً يدرك أن للموضوع بعد آخر ، كلاهما الذكر والأنثي يشبهان قوس وسهم ، للصيد من أجل تعزيز الحصن فى بؤرة الحرب ، قبل أن تنهار الدنيا ، وقد سبق الإهمال توخي الحذر .
فى الآونة الأخيرة قد ظهرت على الساحة الاجتماعية عدة مسميات لوظائف أظنها معطلة ، تزيد من شدة الحصار تدعي الحل بالصرصرة والجدال ، عبارة عن حفنة من الأفكار غير المدروسة ، تشبه دواء موصوف بيد سارق الأحلام .
قد تتعرض الأسرة إلى هفوات صغيرة الحجم ، لكنها تشبه شرر النار فى الدخان ، فمن الحنكة معالجة الأمر ولا ضير من الرجوع إلى خبير في الإرشاد الأسري ، و نشرب من بئر العذب دون خوف .
الوطن العربي مليء بالمهارات ، التي تمكننا من العثور على أيسر الطرق ، للوصول إلى الهدف من غير أن ننهمك في معادلات تربك العقل فى لحظة عدم الاتزان ، ومن مزايا الآليء هالة القمر وأن لها طلة عروس البحر ، و صاحبة التحدى بالعلم الدكتوره/ فايزه محمد فضل محمد على ، من دولة السودان الحبيبية ، الملاصقة لنا بصفات حسن الجوار والتي تخصصت فى مجال الإرشاد النفسي ، و الحاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان عام 2020 ، وعنوانها فاعلية برنامج إرشادي لتحسين التوافق الزوجي ، دراسة تجريبية للدراسات بمنطقة الحيمراء للتدريب والإرشاد .
وإن نظرنا أو بالأحرى تأملنا منهاج هذا السيدة لتعمقنا بهدوء المتشبسين بشراع سفينة العلم ، فقد عالجت هذه النابعة كل قضايا الأسرة بلا ذرة استثناء ، خاطبت فكر من كان في ريعان المهد ، وحاولت الوصول به وهو راض عن أعماله إلى اللحد .
وفي ظل افتقاد جزء كبير من الجنس البشري إلى لذة الشعور بالأمان لعدم التوصل لاتفاق مع النفس يهديها رومانسية السلام ، فقد وضعت تلك السيدة بين عناوين مؤلفاتها أطروحات بها كيف يتحقق النجاح ، حدثتنا عبر العقل واللسان والسلوك ، وهما الترجمة الحرفية للبرمجة اللغوية العصبية ، عن كيفية تحسين سبل تحسين البنية الفكرية والفطرية ، لإعادة برمجة الأنماط العاطفية ، وربطت ذلك بخيوط الإستراتيجية المتعلقة بالتخطيط الشخصي ، من أجل رؤية النجاح المحقق بلا شك .
لم تكن مجرد باحثة عادية في مجال وصلت فيه لحد الإكتفاء، بل ساهمت في مجالات الدعوة والإرشاد الأسرى والتنميه البشرية في شتي أنحاء الخرطوم ، خاصة وقد تحققت بصمتها فى منظمة الحميراء الدعوية .
إن اهتمامها المتزايد بالمرأة نتاج لأنها تدرك أنها نواة التمر المعسول ، فقد استوجب الأمر عليها أن تدشن المركز المتكامل لرفعة المرأة ، وبدأت تتوج قلب الأم بسيد اللغة العربية ، فجعلت القرآن الكريم يجلس على عرش سلوك المرأة ، التي يقع على عاتقها تأسيس كل جيل . وإيماناً منها بضرورة التعلم ، ومحو الأمية ، بدأت تتخذ خطوات إيجابية وأسست مركز الحمد عام ٢٠٢١ للتعليم الموازي ، تلك الشخصية الطموحة ، حسها الوطني جعلها ثابتة فى قلب السودان ، مطعومة بحبه غير مطعونة ببعده ، لأنها أدركت قيمة الوقت كما سطرت فى كتابها إدارة الوقت ، و مكثت تناضل فى الحروب الدائرة رغم ناقوس الخطر لمدة ثلاثة وثلاثين عاما ، مابين جنوب السودان والخرطوم ، و أبقت على هويتها ذات الدوافع الإنسانية التي مكنتها من لياقة الحديث ، ووضعه فى أكثر من زاوية بالاتجاه الصحيح .
لقد نالت عن بعد وتحديدا عام ٢٠١٨ ، الوسام الذهبي بلبنان عن مسابقة صناع التغيير ، لقد شاركت في العديد من ورش العمل التي تهتم بالأسرة ، ومن أبرز مساهمات الدكتوره/ فايزه محمد فضل ورشة تدريبية بعنوان إلى كل زوجين وقبل فوات الأوان ، خاطبت هنا الأنثى والذكر دفاعاً عن كيان المجتمع وذلك لعدم استبقاء خلل في دائرة العلاقات الشخصية ، مما يؤثر بالسلب على نموها وتطورها العاطفي ،فكانت لها فلسفتها المتميزة في كتابها الشهير فن إدارة الغضب ، والتي نادت من خلال سياق عباراته عن طرائق المواجهة بهدوء والتحلي بالتفكير المتروي .
نادت عبر بوابة علمها العذب بعدم التربص وتصيد الأخطاء ، والتخلص من الغضب الداخلي فهو أعمى البصيرة يحرق كل من يقابلة ، خاصة لو وجدت فى ساحة الخصام ذرية تتشكل طينتها الحقيقية من فلذات الاكباد .
تلك النابغة المتنوعة فى الفكر لكن بغير طرق تقليدية ، حصلت على رسالة الماجستير من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بالسودان عام 2016 ، مما جعلها تهتم كثيراً بفقه المرأة ، و استطاعت بصفتها عضو هيئة علماء السودان ، أن تدير للمرأة وجهتها نحو المخارج الآمنة للابتعاد عن السنة النار المشتعلة ، أجابت كداعية إسلامية منذ عام 1992 على كل مايدور بخلد الأنثى من الناحية الشرعية ، وظفت اللغة العربية بما يناسب سياق الفهم لدى الطفل والرجل والمرأة، وأبرزت فى كتابها الأقرب لهذا العنوان ، الذي يمثل قاموس المهارات اللغوية ، فضلاً عن فلسفتها المتميزة في التفريق بين لفظ المرأة ، والمعني الدلالى للانثي ، وتقديرها لقيمة الرجل ،