صفقات بالمليارات وجدول مزدحم بالمصالح: جولة ترامب الخليجية تثير الجدل

سلّطت وسائل إعلام أوروبية، وعلى رأسها الصحافة السويسرية، الضوء على جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عدد من دول الخليج، والتي وصفتها بأنها “جولة اقتصادية بامتياز”، طغى عليها الطابع التجاري والمصالح الاستثمارية، بينما غابت عنها القضايا الحقوقية والسياسية الملحة في المنطقة.
وبحسب تقارير صحفية، وقّع ترامب خلال جولته صفقات استثمارية ضخمة تخطّت حاجز التريليون دولار، شملت مجالات الطيران والطاقة والتكنولوجيا.
ففي قطر، تم الإعلان عن صفقة تاريخية لشراء 210 طائرات من طراز بوينغ بقيمة 96 مليار دولار، في حين أبرمت الإمارات عقودًا بلغت نحو 200 مليار دولار، تضمنت مشروعات ضخمة في الذكاء الاصطناعي والطاقة. أما السعودية، فقد تعهدت باستثمارات تفوق 600 مليار دولار.
أكثر ما أثار الجدل، خاصة في الصحافة الغربية، كان إعلان ترامب عن قبوله طائرة فاخرة من طراز بوينغ 747-8 كهدية من الحكومة القطرية، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات قانونية حول تضارب المصالح، واحتمال خرق قوانين أميركية تحظر على المسؤولين قبول هدايا من حكومات أجنبية.
وإلى جانب كل ذلك، أبدت الصحافة الأوروبية استغرابها من تجاهل ترامب الواضح لقضايا حقوق الإنسان، حيث لم يتطرق خلال لقاءاته إلى الأزمات الإنسانية أو السياسية في المنطقة، مثل ما يجري في غزة أو سوريا.
كما رُصدت إشارات إلى توقيع اتفاقات عقارية ترتبط باسم “ترامب”، ما دفع بعض المراقبين للقول إن الجولة خدمت مصالحه الشخصية أكثر من كونها تحرّكًا دبلوماسيًا.
الانطباع العام الذي نقلته الصحافة السويسرية أن ترامب عاد إلى الواجهة بتحركات اقتصادية قوية، لكن دون أي رؤية واضحة أو التزام فعلي بمعالجة الأزمات السياسية أو الحقوقية التي تشغل الشرق الأوسط.
بقلم: أماني يحيي