الهند وباكستان على حافة الاشتعال مجددًا: عمليات عسكرية متبادلة رغم اتفاق التهدئة

بعد فترة من الهدوء النسبي، عاد التوتر العسكري ليخيّم على العلاقات بين الهند وباكستان، حيث تبادلت الدولتان تنفيذ عمليات هجومية واسعة عقب هجوم دموي استهدف سائحين في إقليم كشمير، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا.

وحملت نيودلهي جماعات مسلحة مدعومة من باكستان المسؤولية، وقررت الرد بعملية عسكرية سريعة تحت اسم “عملية سندور”، دمرت خلالها تسعة معسكرات داخل الأراضي الباكستانية، وقتلت عددًا من المسلحين بينهم أقارب لزعيم جماعة “جيش محمد”.

كما أن إسلام أباد لم تقف مكتوفة الأيدي، فأطلقت عملية “البنيان المرصوص” التي شملت قصفًا صاروخيًا وهجمات بطائرات مسيرة على مواقع هندية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.

وفي محاولة لاحتواء التصعيد، توصل الطرفان في 10 مايو الجاري إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بوساطة أمريكية ودعم من السعودية وتركيا. الاتفاق تضمن وقفًا شاملًا للأعمال العسكرية وتفعيل قنوات الاتصال المباشر بين الجيشين.

لكن التفاؤل لم يدم طويلًا، إذ اتهمت الهند باكستان بخرق الاتفاق بعد ساعات من إعلانه، وسط أنباء عن دوي انفجارات في سريناغار، وتحليق طائرات مسيرة باكستانية قرب الحدود.

كما رحبت عدة دول عربية ودولية بالاتفاق، ودعت الطرفين إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار. ورغم أن الجيش الهندي أكد أن الاتفاق لا يحمل “تاريخ انتهاء”، فإن استمرار التوترات الميدانية يضع مستقبل التهدئة على المحك، ويثير مخاوف من انزلاق جديد نحو مواجهة أوسع بين الجارتين النوويتين.

 

بقلم: أماني يحيي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى