بلال سمير يكتب: ميدان الوعي معركة لا تري فيها دماء

جهاد الكلمة ليس أهون من جهاد السيف، بل قد يكون في زماننا هذا أشد وأخطر، لأنه جهاد في ميدان الوعي، في معركة لا تُرى فيها الدماء، ولكن تُسفك فيها العقول وتُغتال فيها البصائر.
كم من صاحب قلمٍ كان بالأمس ينطق بالحق، فإذا به اليوم يلوذ بالصمت، أو ينقلب على عقبيه، يبرر للباطل، ويداهن الظالم، ويخذل القضية التي طالما تاجر باسمها
إنها فتنة الثبات، وامتحان النوايا.ليست المشكلة في أن يتراجع الناس، فذلك دأب البشر، ولكن الطامة أن يتغيروا فجأة، بلا تفسير، بلا مقدمات، وكأن الذي كان بالأمس لا يعنيهم اليوم!
بعضهم غيّر البوصلة لأجل مصلحة، وبعضهم تحت وهم “الواقعية”، وآخرون خضعوا لضغوط أو سقطوا في شباك الخوف والتطبيع. لكن الله لا يضيع المجاهدين الصادقين، ولو بقوا قلة.
الثبات اليوم ليس شعاراً، بل معركة، أن تبقى على موقفك بينما العالم يساوم، أن ترفع صوتك حين يسكت الجميع، أن تكتب ما تؤمن به لا ما يُملى عليك. في زمن تقلب الموازين، الثابتون هم الغرباء، وهم الأمل. فطوبى لمن قال الحق، وثبت عليه، ولم يبدّل تبديلاً