أميرة والسحر الأسود قصة قصيرة بقلم الكاتبة دنيا إبراهيم

{“أميرة والسحر الأسود”} 

 قصة قصيرة بقلم: دنيا إبراهيم

 

في مدينةٍ هادئة، عاشت امرأة طيبة تُدعى سميرة، عُرفت بحُسن خُلقها وجمالها النقي، فكان الناس يحبونها ويحترمونها كثيرًا. كانت متزوجة من عِمران، أحد كبار تجّار المدينة، رجل وسيم طيب القلب، يعامل الناس برحمة ويحب الخير.

وبسبب طبيعة عمله، كان عمران كثير السفر، يغيب عن بيته أيامًا وربما شهورًا. وفي غيابه، كانت سميرة تذهب إلى السوق لشراء الهدايا، وتحرص على زيارة المحتاجين مع ابنتها الوحيدة أميرة، تلك الفتاة التي غرست فيها أمها حبّ الخير والرحمة منذ نعومة أظافرها.

أما أميرة، فكانت آيةً في الجمال: عيناها بلون السماء، وشعرها كالذهب المضيء، ووجهها كالقمر ليلة البدر. لم يكن هناك من يُضاهيها جمالًا في المدينة.

لكن، في زاويةٍ مظلمة من هذا العالم، كانت تعيش امرأة تُدعى فريدة، على قدرٍ كبير من الجمال، لكنها مملوءة بالغيرة والحقد. كانت تغار من سميرة، وتحقد على جمال أميرة الطفولي البريء.

اقتربت فريدة من سميرة بادّعاء حبّ الخير، ورغبةً في مساعدتها بأعمالها الخيرية. فانخدع قلب سميرة الطيب، وسمحت لها بالدخول إلى حياتها.

ومع تكرار الزيارات، بدأت فريدة تتقرّب أكثر، وتتعرف على تفاصيل حياة سميرة، خاصةً حديثها الملئ بالحب عن زوجها وابنتها. وكلما زادت محبة سميرة لكلامها، زاد الحقد في قلب فريدة، حتى قررت تنفيذ خطتها السوداء: سحرت سميرة بدواءٍ مسموم، جعل جسدها يذبل يومًا بعد يوم، دون أن يستطيع الأطباء إنقاذها.

ادّعت فريدة أنها خبيرةٌ في التمريض، وتولّت رعايتها، بينما كانت في الخفاء تتابع جرعتها السحرية المميتة.

ماتت سميرة، وانهار عمران حزنًا، وظل يزورها في قبرها كل يوم باكيًا.

لم تكتفِ فريدة بما فعلت، بل بدأت تتقرّب من أميرة، وتروي لها قصصًا مزيفة عن والدتها. كما ظهرت أمام عمران بصورة الحنون المهتمة، حتى أقنعته بالعودة إلى العمل، ثم بدأت تُظهر له ظلًا من سميرة. ومع مرور الوقت، قرر الزواج منها لأجل أميرة. وافقت فريدة متظاهرةً بالتردد، مدّعيةً أنها تفعل ذلك من أجل الطفلة.

لكن، ما إن أصبحت زوجته، حتى تحوّلت إلى امرأة قاسية، تعامل أميرة بغلظة، وتُجبرها على أعمال المنزل، بينما تتصنّع الحنان أمام والدها. شعرت أميرة بالحيرة: هل تخبر والدها بالحقيقة، أم تصمت حفاظًا على سعادته؟

كبرت أميرة، وازداد جمالها، وازدادت غيرة فريدة، التي كانت تحتفظ في غرفتها الخاصة بأدوات السحر لتجديد شبابها. وهناك، مرآةٌ عجيبة تُظهر الحقيقة، ولهذا كانت تخشى النظر إليها.

وفي أحد الأيام، عاد عمران مريضًا وعاجزًا، فقررت فريدة تنفيذ خطتها الأخيرة: التخلّص من أميرة.

أخذتها إلى الغرفة السحرية، وأدخلتها في حوض ماء ممزوج بأعشاب سحرية، فتحوّلت أميرة إلى عجوز! وعندما نظرت أميرة في المرآة، لم تُظهر لها المرآة التغيير، لأنها لا تُظهر إلا الحقيقة.

ذهبت أميرة لرؤية والدها الذي كان يشتاق لرئيتها، لكنه لم يعرفها لقباحة منظرها، وطردها من القصر بتوصية من فريدة. ركضت أميرة باكية نحو الغابة، وهناك التقت بسيدةٍ عجوز استمعت لها، ثم تذكرت أنها كانت هي الأخرى ضحية لفريدة، فأعدّت لأميرة دواءً سحريًا أعاد لها شبابها.

 

وفي طريق العودة، التقت أميرة بالأمير شهاب، الذي أُعجب بجمالها وقصتها، وقرّر مساعدتها. عادت إلى والدها، وسقته من الأعشاب السحرية التي اعدتها تلك السيدة الطيبة، فاستعاد صحته، ثم حكت له كل ما حدث.

ذهب الجميع إلى غرفة فريدة، حيث كانت تستعد لتجديد شبابها. دخلت أميرة، وأوقعت المرآة عن قصد، فاستشاطت فريدة غضبًا. لكن قطعةً من الزجاج انكسرت، وعكست حقيقتها. نظرت فيها فريدة، فرأت وجهها القبيح ورأت وجهها يذوب ويختفي بعد سنين من السحر وسلب ارواح الجميلات، وصرخت! صرخت النهاية، وتحطّمت أمام عينيها الصورة الزائفة التي عاشت فيها طويلًا.

ظهرت السيدة الطيبة، وتعاونت مع أميرة على تدمير الشر، فتخلّصت المدينة من سحر فريدة إلى الأبد.

تزوجت أميرة من الأمير شهاب، وعاشا في سعادة، بينما تزوج عمران من السيدة الطيبة بعد زوال السحر عنها هي الاخرى ولأنها كانت تعرف بعض امور السحر الموجه للخير لم تستطيع قريدة سلب روحها وكنها ابقتها معلقة بروحها والنظر في المرآة السحرية لتستعيد شبابها، وعاد السلام يعمّ المدينة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى