أول شهادة شيهان في الوطن العربي وأفريقيا بتوقيع الوريث الشرعي لفن الآيكيدو تُمنح للشيهان محمد السيد عمر

د. محمود عثمان – القاهرة

شهادة رسمية من الوريث الشرعي لفن الآيكيدو – موريتيرو أوشيبا في خطوة غير مسبوقة تعكس عمق التقدير العالمي للمدرسة العربية في فن الآيكيدو، تم منح الأستاذ محمد السيد عمر، رئيس الجمعية المصرية للأيكيدو، شهادة “شيهان” الرسمية الأولى من نوعها في الوطن العربي وأفريقيا، صادرة عن الهمبودوجو – الإيكيكاي في طوكيو، اليابان.

وقد تم توقيع هذه الشهادة وتسليمها رسميًا من قبل الـ Dōshu الحالي موريتيرو أوشيبا، الحفيد المباشر للمؤسس العظيم موريهيه أوشيبا، والذي يُعد القائد الأعلى لفن الآيكيدو على مستوى العالم.

نبذة عن الهمبودوجو وتاريخ الآيكيدو: بدأ المؤسس موريهيه أوشيبا تدريباته في طوكيو عام 1927، مستعينًا بمنازل مستأجرة كـ”دوجو” مؤقت. وبسبب تزايد عدد الممارسين، تم بناء أول دوجو مخصص لفن الآيكيدو عام 1931، باسم “كوبوكان” في منطقة واكاماتسو-تشو بشينجوكو، بمساحة تقارب 120 مترًا مربعًا (80 حصيرة تاتامي).

وقد نجا هذا المبنى الخشبي من القصف خلال الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1948 تغيّر اسمه رسميًا إلى “Aikikai Foundation Aikido Hombu Dojo”.

منذ ذلك الحين، شهد المقر الرئيسي العديد من التطويرات:

• في عام 1967، تم استبدال المبنى الخشبي بآخر من الخرسانة المسلحة

• في عام 1973، أُضيف الطابقان الرابع والخامس، ليصبح المبنى مركزًا عالميًا دائمًا للتدريب والتعليم

اليوم، يُدرَّس فن الآيكيدو في أكثر من 130 دولة، ويُعتبر الهمبودوجو هو المقر العالمي والرسمي الذي يحافظ على إرث المؤسس، تحت قيادة الدوشو الحالي موريتيرو أوشيبا (من مواليد 1951)، الحفيد الشرعي للمؤسس.

محمد السيد عمر… هرم الآيكيدو في قلب طوكيو على مدار سنوات من العمل الجاد، عمل الشيهان محمد السيد عمر على ترسيخ مفاهيم الآيكيدو الأصيلة في الوطن العربي، ليس فقط كمجرد فن قتالي، بل كمنهج حياة وفلسفة للسلام الداخلي والوعي الجسدي.

وقد أسس الجمعية المصرية للأيكيدو، وقاد نشر هذا الفن النبيل في:مصر، وليبيا، والجزائر، والسعودية، وسوريا، ولبنان، والعراق، والأردن بالإضافةً إلى دول أخرى مثل: مالي وكندا

وقد جاءت شهادة “شيهان” تتويجًا لهذه المسيرة، واعترافًا من أعلى مرجعية دولية في الآيكيدو بالجهود التي قادها.

كلمة من الشيهان محمد السيد عمر: “هذا الإنجاز ليس فرديًا، بل هو تكريم لكل من دعم هذه الرحلة الطويلة، من طلاب وممارسين وشركاء. إن تلقي شهادة الشيهان من يد الحفيد الشرعي للمؤسس، هو شرف عظيم ورسالة أمانة نستكمل بها المسيرة.” “ما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا توفيق الله، ثم ثقة أساتذتنا في اليابان، وإصرارنا على أن نقدم نموذجًا عربيًا راقياً يليق بقيم الأيكيدو وروحه الحقيقية. هذه الشهادة ليست لي وحدي، بل لكل من آمن برسالة الأيكيدو في وطننا العربي.”

ما هي شهادة “شيهان”؟ شيهان” (師範) تعني “المعلم الكبير” في اللغة اليابانية، وهي مرتبة رفيعة تُمنح بعد سنوات طويلة من التفاني في التدريب، والنشر، وتعليم تقاليد الآيكيدو الأصيلة.

ويُعدّ الحصول على هذه المرتبة من الهمبودوجو – الإيكيكاي مباشرةً، وتحت توقيع الدوشو موريتيرو أوشيبا، اعترافًا دوليًا غير مسبوق بكفاءة ومكانة المكرَّم على مستوى العالم.

تهنئة من قلوب ممارسي الآيكيدو العرب: يتقدم المجتمع العربي لممارسي الآيكيدو، ومعه المئات من طلاب الفن في مصر وخارجها، بأصدق التهاني والتبريكات للشيهان محمد السيد عمر على هذا الإنجاز التاريخي، الذي يمثل خطوة كبرى نحو إدماج العالم العربي رسميًا ضمن الخريطة العالمية لفن الآيكيدو.

“هو ليس مجرد تكريم، بل هو بداية جديدة لمسيرة أوسع نحو الاعتراف الدولي بالاساتذه الكبار في الآيكيدو.”

إن حصول الشيهان محمد السيد عمر على شهادة شيهان من الهمبودوجو – الإيكيكاي ليس مجرد إنجاز شخصي، بل هو علامة فارقة في مسيرة الآيكيدو العربي، وإثبات على أن الشغف والعمل الجاد والتفاني في نشر القيم النبيلة لهذا الفن يمكن أن تُثمر تقديراً عالمياً رفيعاً.

ومع هذا التكريم التاريخي، تُفتح صفحة جديدة من العمل والطموح، عنوانها:

“من قلب القاهرة إلى قلب طوكيو… هرم الآيكيدو حاضر في ساحات الآيكيدو العالمية.”

تهانينا للشيهان محمد السيد عمر، ولجميع ممارسي ومحبي الآيكيدو في الوطن العربي.

وليكن هذا الإنجاز منارة للأجيال القادمة في التزامهم بروح هذا الفن النبيل، وقيمه الراقية التي تتجاوز مجرد القتال لتصل إلى جوهر السلام، والانضباط، واحترام الذات والآخر.

بالعزم والإخلاص… نصنع التاريخ.