الزهرة العناق تكتب : أمك جنتك
سأكتبها و سأقولها لك بجميع لغات العالم
و بأبجدية لا تدرس لا في المدارس ولا الجامعات
سأقول لك: أمك جنتك، أمك حياتك.
أمك ليست مجرد امرأة أنجبتك
بل رحيق نور انسكب من غيمات الرحمة
قبل أن يخلق الزمن
إنها أول نفس للحنان حين كان العالم صامتا
لا يعرف صوت و لا معنى الحب.
أمك تجسيد أرضي لحنان سماوي
قطعة من النعيم تسير على قدميها
لا تغيب عنها بركة
ولا تفارقها هيبة الدعاء المجاب
حين تناديك، يضيء الكون بنداء
لا تلتقطه آذان الناس
بل تلتقطه خلايا روحك.
إنها نقطة البدء في قصيدة الحياة
ومأوى الرجوع حين يبعثرك الضياع
دعاؤها أبلغ من صوتك
وأصدق من ظنونك
و أحن من جميع الكائنات
التي حاولت أن تكون وطنا لك.
إن أغلقت الدنيا نوافذها
واشتد وجعك، و هاجت أمواج البحر عليك
فابحث عن ظل أمك
هناك، حيث يسكن الدفء و الحنين
وتزرع الطمأنينة، و تهدي الحياة مرات ومرات.
برك بها ليس معروفا، بل عبادة.
وابتسامتك في وجهها ليست مجرد لطف
بل ترجمة لمقام لا يقارن ولا يعادله ملك.
أمك، جنتك المكتوبة على جبينك
قبل أن تكتب لك الحياة
وحياتك حين تصبح في الدنيا بلا حياة.
