علي أمين.. عملاق الصحافة وصاحب أفكار غيّرت المشهد الإعلامي

رانيا البدرى
الكاتب الصحفي الكبير علي أمين الذي ترك بصمة لا تُنسى في عالم الصحافة والإعلام.
ارتبط اسمه بتأسيس واحدة من أعرق المؤسسات الصحفية، وكان صاحب أفكار رائدة غيّرت المشهد الإعلامي والاجتماعي في مصر، وبينما ودّع الحياة، ظلّت كلماته الأخيرة ترنّ في الأذهان: “الذي يحبني لا يبكي، كل ابتسامة فوق شفاه هي قبلة على جبيني.
وُلد علي أمين في 21 فبراير 1914، وكان توأمه الصحفي مصطفى أمين، شريكه في المشوار الصحفي، نشأ التوأمان في بيت الزعيم سعد زغلول، إذ كانت والدتهما ابنة شقيقته، وهو ما شكّل وعيهما السياسي منذ الصغر، كان والدهما أمين أبو يوسف محاميًا بارزًا، ما ساعدهما على الانفتاح على قضايا المجتمع مبكرًا.
سافر علي أمين إلى إنجلترا لدراسة الهندسة وحصل على شهادته عام 1936، بينما درس مصطفى أمين العلوم السياسية في جامعة جورج تاون بأمريكا. ورغم اختلاف التخصصات، كانت الصحافة شغفهما الأول، فأسسا مجلات صغيرة منذ الطفولة، مثل “التلميذ” و”الأقلام”، لكن السلطات أوقفتها بسبب جرأتهما في النقد.كان عام 1944 نقطة تحول كبرى، حينما أسس التوأمان صحيفة “أخبار اليوم”، التي أحدثت ثورة في الصحافة المصرية بأسلوبها المبتكر وتقاريرها الجريئة، نجحت الجريدة بسرعة غير مسبوقة، ولاحقًا اشتريا مجلة “آخر ساعة” عام 1946، ما عزّز مكانتهما في الوسط الصحفي.
لم يقتصر دورهما على الصحافة، بل كان لهما دور بارز في العمل الاجتماعي، حيث أطلقا مبادرة “ليلة القدر” عام 1954، التي كانت تهدف إلى تحقيق أمنيات القرّاء البسيطة، كذلك أسسا “جائزة علي ومصطفى أمين الصحفية”، التي أصبحت من أهم الجوائز لتكريم الصحفيين والمبدعين، وشملت فئات متنوعة مثل التصوير والكاريكاتير والفنون.
طرح علي أمين في عموده الصحفي اليومي “فكرة” اقتراحًا بالاحتفال بعيد الأم، داعيًا إلى تخصيص يوم سنوي لتكريم الأمهات، واستجاب القراء للفكرة، وتم تحديد 21 مارس ليصبح عيد الأم في مصر والعالم العربي، مستلهمًا من فصل الربيع الذي يرمز إلى العطاء والتجديد. و في 28 مارس 1976، رحل علي أمين بعد صراع مع السرطان، تاركًا وراءه إرثًا من الإنجازات الصحفية والاجتماعية. عاش شقيقه مصطفى بعده لعشرين عامًا، لكنه ظلّ يذكره دومًا، حتى وافاه الأجل في 14 أبريل 1997.