الدكـــروري يكتب: تزوجها سيد الخلق وأطلق لها أساري من قومها

الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والأرض جعل المرض رحمة للطائعين يرفع به درجات المؤمنين في جنات النعيم وأشهد لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، القائل في كتابه العزيز ” وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين وتابعي التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن أمهات المؤمنين، ومن أمهات المؤمنين هي السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها وكانت من سادة النساء دينا وورعا وجودا ومعروفا رضي الله عنها وكانت وفاتها سنة عشرين، وكان من مناقبها أنها كانت تقول.
” زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات ” رواه البخاري، قال الإمام الذهبي ” فزوجها الله تعالى بنبيه بنص كتابه بلا ولي ولا شاهد فكانت تفخر بذلك على أمهات المؤمنين وتقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق عرشه ” وفي صحيح البخاري ومسلم قيل أن نساءه سألنه ” أينا أسرع بك لحوقا؟ قال ” أطولكن يدا ” فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدا، فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة وكانت أسرعنا لحوقا به، وكانت تحب الصدقة ” لأن زينب كانت قصيرة فعلمن أن المقصود بطول اليد الصدقة وكانت رضي الله عنها كثيرة الصدقة، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه ” تقول السيدة عائشة رضي الله عنها عن زينب لم أري امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة.
وأشد إبتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتتقرب به إلى الله ما عدا سورة من حدة بها ” وقال الإمام الذهبي ” ويروى عن عمرة عن عائشة قالت يرحم الله زينب لقد نالت في الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف إن الله زوجها ونطق به القرآن وإن رسول الله قال لنا ” أسرعكن لحوقا أطولكن باعا ” فبشرها بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة ” وكما أن من أمهات المؤمنين هي السيدة جويرية بنت الحارث هي من بني المصطلق، وجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلبت منه أن يعينها على مكاتبتها لنفسها علي ثابت بن قيس فعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم ما هو خير لها في العاجل والآجل وهو أن يؤدي عنها ما كاتبها لنفسها فوافقت على ذلك وأسلمت وتزوجها سيد الخلق وأطلق لها أسارى من قومها، وتوفيت رضي الله عنها سنة خمسين للهجرة.
وكما أن من أمهات المؤمنين هي السيدة أم حبيبة رضي الله عنها، وهي رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها، وقد قال الذهبي رحمه الله ” وهي من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم وليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها، عُقد له صلى الله عليه وسلم عليها بالحبشة وأصدقها عنه صاحب الحبشة وأصدقها عنه صاحب الحبشة أربع مائة دينار وجهزها بأشياء ” ومما زاد في قدرها وعلو شأنها أنها أكرمت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يجلس عليه أبوها لما قدم المدينة لعقد الهدنة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش ومنعته من الجلوس عليه لأنه كان يومئذ على الشرك ولم يكن قد أسلم، وقد كانت شديدة الخوف من الله عز وجل ومن العابدات الورعات.
فقد روى الحاكم عن عوف بن الحارث قال ” سمعت عائشة تقول دعتني أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها، فقالت قد كان بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله ذلك كله وتجاوز وحللتك من ذلك كله فقالت عائشة سررتني سرّك الله وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت لها مثل ذلك وتوفيت سنة أربع وأربعين، في إمارة معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما، وكما أن من أمهات المؤمنين هي السيدة صفية بنت حيي بن أخطب، وكانت رضي الله عنها ذات حسب وجمال ودين وكانت وفاتها سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية رضي الله عنها.