غزة تختنق تحت الحصار: مساعدات تُنهب وجوع يهدد آلاف الأطفال 

في وقت يشتد فيه الخناق على قطاع غزة، تتعالى التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط اتهامات مباشرة لإسرائيل بإدارة فوضى ممنهجة تُستخدم للتغطية على نهب منظم للمساعدات، وتعميق أزمة الجوع في القطاع المحاصر.

خلال الأيام الماضية، تعرضت قافلة مساعدات إنسانية مكوّنة من 20 شاحنة محملة بالدقيق لهجوم مسلح أثناء توجهها من معبر كرم أبو سالم إلى مخازن برنامج الأغذية العالمي في دير البلح.

كما تبادل إطلاق النار بين المسلحين وقوات أمن حركة حماس أعقبه غارة إسرائيلية أودت بحياة ستة من عناصر الأمن، ما أثار تساؤلات حول التوقيت والدوافع.

واتهمت مصادر محلية الاحتلال الإسرائيلي بالتواطؤ، مشيرة إلى أن مجموعات مسلحة تنشط قرب نقاط سيطرة الجيش الإسرائيلي، وتهاجم قوافل المساعدات دون أي تدخل يُذكر من القوات الإسرائيلية، هذه الاتهامات تأتي في ظل تكرار حوادث النهب، ما يقوّض جهود الإغاثة ويضاعف معاناة الأهالي.

ورغم إعلان السلطات الإسرائيلية عن “تسهيلات” لإدخال المساعدات، إلا أن الواقع يكشف حجم الفجوة بين ما يُقال وما يُنفّذ، فبدلًا من مئات الشاحنات التي كانت تدخل يوميًا قبل الحرب، لا يتجاوز عدد الشاحنات الحالية 90 شاحنة في اليوم، وهو رقم لا يغطي أدنى احتياجات سكان القطاع المنكوب.

في غضون ذلك، أطلقت الأمم المتحدة نداء استغاثة عاجل، محذّرة من أن نحو 14 ألف طفل في غزة مهددون بالموت جوعًا خلال أيام، إذا لم تصل إليهم المساعدات بشكل فوري، كما دعت 23 دولة إسرائيل إلى رفع القيود بشكل فوري والسماح بدخول الإغاثة دون عوائق.

وسط هذا المشهد الكارثي، يبقى سكان غزة بين فكي الجوع والقصف، في وقت تتحوّل فيه المساعدات – التي يُفترض أن تكون طوق نجاة – إلى هدف في ساحة معركة تُدار بدم بارد.

 

بقلم: أماني يحيي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى