قل اللهم صلي على محمد.. بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه اجمعين، حق قدره ومقداره العظيم أما بعد روي عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال، قلت يا رسول الله كيف الصلاة عليك ؟ قال صلي الله عليه وسلم ” قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد” وقد ورد الأمر بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيا الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”

وقال سهل بن عبد الله رضي الله عنه الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم أفضل العبادات لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته ثم أمر بها المؤمنين وسائر العبادات ليس كذلك، وقال شيخ الإسلام ابن كثير ” والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا” وقال الحليمي ” وقد أمر الله تعالى في كتابه بالصلاة والتسليم عليه جملة فقال “إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” فأمر الله تعالي عباده أن يصلوا عليه ويسلموا، وقدم قبل أمرهم بذلك إخبارهم بأن ملائكته يصلون عليه.

لينبئهم بذلك على ما في الصلاة عليه من الفضل إذ كانت الملائكة مع إنفكاكهم من شريعته تتقرب إلى الله بالصلاة والتسليم عليه ليعلموا أنهم بالصلاة والتسليم عليه أولى وأحق” وقد إختلف الفقهاء في حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على أقوال أجملها هو أنها مستحبة، وواجبة بغير حصر، لكن أقل ما يحصل به الإجزاء مرة، وادعى بعض العلماء الإجماع عليه، وكذلك تجب مرة في العمر في صلاة أو في غيرها وهي مثل كلمة التوحيد، وكما أنها تجب في القعود آخر الصلاة بين قول التشهد وسلام التحليل، وتجب في التشهد، وتجب في الصلاة من غير تعيين المحل، وكما يجب الإكثار منها من غير تقييد بعدد، وكما يجب كلما سمع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من غيره، أو ذكره هو بنفسه، وكذلك في كل مجلس مرة ولو تكرر ذكره مرارا، وفي كل دعاء.

والراجح أنها تجب مرة واحدة في العمر، وكذلك في المواطن التي يجب الصلاة والسلام عليه فيها، حيث قال الله تعالى في سورة الأحزاب “إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا” وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة ” وعن فضالة بنى عبيد رضي الله عنه قال “سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله، ولم يصل على النبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد الله عز وجل والثناء عليه، ثم ليصل على النبي ثم ليدع بما شاء”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى