تأملات ذو الحجة والعشرة الأوائل بقلم : احمد جمال

. تأملات
ذو الحجة والعشرة الأوائل
بقلم : احمد جمال
العشرة الأوائل من شهر ذو الحجة اصطفاها الله وفضلها بالخير وبالروحانيات والمغفرة والثواب الجزيل و الآداب وبختامة شهر ذو الحجة نطوي عامًا هجريًا ونستهل عاما جديدا ولله في أيام دهرنا نفحات ندعو دومًا التعرض لها والإكثار من فضلها وعلينا دائما ان نكون على أهبة واستعداد للعمل الصالح فيه.
.ومن أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله هو الصيام في شهر ذو الحجة فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل)وصيام التطوع في شهر مُحرم له من فضل وعظيم ونحن جميعا مطالبين بالإكثار من الأعمال الصالحات ليبدل حالنا من حال إلى حال .
.والصيام التطوعي حسب رغبتنا ونفطر ونأكل ما نشتهى ونستيقظ فى أمن وامان فتخيل معى ان هناك آلاف بل ملايين المحتاجين حول العالم وغزة فى فلسطين يستيقظون يوميًا على الصوم مجبورين وعلى ربط الحجارة على بطونهم مكرهين هم وأطفالهم، يصومون يوميًا فلا يوجد لديهم ما يأكلونه ودعمهم واجب علينا بأقل الإيمان وهو الدعاء فعلينا البحث عن المحتاجين والفقراء فى كل مكان فالصدقة في هذه الشهر تترك أثرًا بليغًا وثوابًا كبيرًا وندعم المحتاجين هذه الأيام المباركات.
.ويقول الله عز وجل «لا تظلموا فيهن أنفسكم» اشارة الى ان الله يضاعف عقاب ارتكاب الذنوب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال والله يضاعف لمن يشاء بغير حساب .
فينبغي للمسلم في هذه الأيام أن يجتهد في العبادة من صلاة وقراءة للقرآن، وذكر لله تعالى، واستغفار، وصلة رحم، ومن آداب في هذه العشر أن من عزم على أن يضحي كره له حلق شيء من شعره أو تقليم أظافره لما روى مسلم عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره.
وبالنهاية هذا الشهر نودع عاما مضى ونستقبل عاما قادم وهنا أشير إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه في خطبة حجة الوداع: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم. ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.” وعلينا ان نخلص النية لله تعالى فى هذه الأيام وندعوه ان يحمى بلادنا من كل سوء.