هدنة مع الحياة .. بقلم: الزهرة العناق

في فسحة من ضوء مترف بالسكينة،
تتنهد الأرواح الذابلة شوقا إلى رواق روحي
لا تعجزه ضغائن الزحام،
ولا تقتحمه زمجرة الوجع البشري.
إنها هدنة ليس مع العالم،
بل مع التفسيرات المتعبة،
و التوقعات المنهكة،
ومعايير الناس الذين تجردوا من التواضع و اعتزلوا الرحمة.
تذكر أن اتساع صدرك
أولى من إرضاء من خنقوا نبضك باسم المسؤولية،
فلا تجعل من ذاتك قربانا لمحراب الإجهاد.
كن جادا، نعم،
لكن لا تخلط الجد مع الفناء،
ولا تظن أن العطاء لا يوزن بميزان النفس.
دع خواطرك ترتدي البياض،
تتمشى في أزقة الهدوء،
حافية، نقية، حرة،
لا تجرح أحدا، حتى لا تجرح.
كن صادقا في مسعاك،
لكن لا تكن قاسيا على إنسانك الداخلي،
ذاك الذي يختبئ خلف جفونك
و يناديك كل مساء:
“أنا لست آلة، بل نفس تريد أن تصغي لصمتها.”