ومن يطع الله والرسول .. الكاتب / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وكفى، والصلاة على النبي المصطفى، ومن بآثاره إقتفى، وبعهد الله وفى، وسلام على عباده الذين إصطفى وبعد روي عن محمد بن المنكدر أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ركبت البحر فإنكسرت سفينتي التي كنت فيها لوحا من ألواحها فطرحني اللوح في أجمة فيها الأسد فأقبل إلي يريدني فقلت يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطأطأ رأسه وأقبل إلي فدفعني بمنكبه حتى أخرجني من الأجمة ووضعني على الطريق وهمهم فظننت أنه يودعني فكان ذلك آخر عهدي به” رواه الحاكم، فتأمل أخي الكريم إلى تعظيم هذا المخلوق وتوقيره ومحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فما إن سمع أسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طأطأ رأسه وبدل من أن يهم بمولاه دله على الطريق وودعه، ومن نماذج حب البشر لرسول الله المصطفي.

محمد صلى الله عليه وسلم، هو ما روي عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أخبرني بأشد ما صنعه المشركون برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال بينما رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وقال أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ” رواه البخاري، وكما كان أبي بكر الصديق رضي الله عنه يبكي فرحا، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها ” فرأيت أبا بكر يبكي وما كنت أحسب أن أحدا يبكي من الفرح” وكما روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت.

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلي من ولدي وإني لأكون في البيت فإذكرك فما اصبر حتى أتي فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي و موتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وأني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلم بهذه الآية ” ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ” وروي عن ربية بن كعب رضي الله عنه قال كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي ” سل ” فقلت أسألك مرافقتك في الجنة، قال “أو غير ذلك” قلت هو ذاك قال صلى الله عليه وسلم “فأعني على نفسك بكثرة السجود” رواه مسلم.

وروى ابن جرير الطبري في التاريخ عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد، فلما نعوا لها قالت فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا خيرا يا أم فلان هو بحمد الله كما تحبين قالت أرنيه حتى أنظر إليه، فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت كل مصيبة بعدك جلل تريد صغيرة، أسأل الله تعالى أن يطهر ألسنتنا من الزلل، وأن يوفقنا لصالح القول والعمل، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم، الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى