مناسك الحج محددة في القرأن والسنة وشرط تمامها القدرة المادية والصحية ونتيجة الحج والهدف منه الذي يسعي إليه كل مسلم هو تهذيب النفوس والرجوع الي الله بقلب سليم ونقى من كل ذنب ونسأل الله للجميع زيارة الكعبة والصعود علي عرفات الطاهر
ولكن أيضا يستطيع كل مسلم ليس لدية المقدرة المادية أو الصحية أو أي سبب يمنعه من الذهاب الي البيت الحرام لأداء فريضة الحج للتوبة والرجوع الي الله كما ولدته أمه
أن يحج في نفسه ومجتمعه وهو في بيته وذلك بأن بجعل من نفسه آية وأن لايقدم علي ما يغضب الله وأن يتوب توبه نصوحة وأن يصل رحمه بعد أن تقطعت الأرحام في زمن ضاعت فيه بوصلة العلاقات وأن لايؤذى جاره
وأن يبادر الي أن يكون إنسان إيجابى ومثال في التقوي والإيمان وأن يتخلق بأخلاق النبي المصطفي محمد في علاقته مع الأخرين بعد أن انتشر النفاق والكذب والخداع والسرقة والخطف وأكل الحرام والإجرام بين بني البشر من المسلمين
وكذلك أيضا يستطيع كل إنسان
أن يطوف شوقا في نفسه دون الذهاب إلى مكة بأن يمتنع عن الكذب والغش وأكل أموال الناس بالباطل والسرقة والنهب والنصب والغش في الموازين والزنا وعدم قول الحق وعدم إخراج الزكاة المفروضة والصدقات لتطهير جسده وماله وأن يمتنع عن البذاءات التي انتشرت بكل فجاجة بين المسلمين
لأن كل هذه المهلكات لو امتنع عنها المسلم دخل الجنة وقبله من المغفور فقدقيل هناك أناس يطوفون بالبيت وأناس يطوف البيت بهم
لأنه يعود يوميا كيوم ولدته أمه بالسلوك القويم و بالإستغفار ونصرة المظلوم والتآخي الخالى من المصلحة لأن الدين سلوك قبل أن يكون عبادات ونية داخلية طيبة وتصرفات مع الله وبنى البشر خالية من النفاق والرياء
فكثير ممن يذهب الي الحج لم تتغير سلوكياته او تصرفاته أو نفاقه مع. الله وبني البشر وسلبياته في قول الحق
والشوارع مليئة وشاهدة علي ذلك و بما يندي له الجبين من تصرفات مخزية من غش وطمع وسرقه وقله حياء.ونفاق وإجرام وغير ذلك من تصرفات تتنافي مع أخلاقيات الإسلام الحقيقى
الحج هو إعادة المسلم لاتزانه الحقيقي ونقاءه وخوفه من الله سبحانه وتعالي في علاقاته مع بني البشر لذلك فإنه قد أن الأوان أن يستيقظ المسلم ويعلم بأنه لا ملجأ أمامه الا الله وأن الحج فريضة تنقى النفوس والتصرفات وسلوكيات المسلم القويم قبل أن يكون ذهاب إلى مكة
وأن يعلم أن أكل الحرام هو نبتة في جسده وجسد أبناءه حتي وإن تاب الله عليه فلن تسقط الفرائض الواجبه عنه قبل الحج او بعد الحج وستظل حقوق العباد المنهوبة و المعتدي عليها معلقة في ذمة المعتدى عليها إلى أن ترد إلى أصحابها
ولن ينفع الإنسان أبناءه الذى ينهب ويكذب من أجلهم لأنهم ضيوف وأمانة في منزله ولن يلتقي بهم في الآخرة ولن يشفعوا له نهائيا ولك أن تتدبر الأمر وما أقوله
وسيكون رب العباد غفور رحيم لأن رب عرفة هو رب باقي الأيام والأماكن التي يحيا فيها الإنسان وهذا هو الهدف الحقيقي الذي يسعي إليه المسلم من زيارة البيت العتيق والصعود على عرفات