على رائحةِ قهوتي المُعَتَّقة قصيدة بقلم الكاتبة والأديبه مها شقرة

على رائحةِ قهوتي المُعَتَّقة..

تستيقظُ أحلامي

تلوذُ بالفرار…

مع آخرِ رشفةٍ من كوبي الأنيق..

تستعيد ذاكرتها..لتخبرني:

بأن كلَّ صباحاتنا مؤجلة

وكل أمانينا تنتحب…

كما هي الحياة..

كما تراتيلُ وجودٍ على أرضٍ

مُثخَنَةٌ هي بجِراحِنا..

مبتورةٌ…

كقصائدَ لم تكتمل بعد..

مُفَخخةٌ ابتساماتنا دوماً

لطالما كانت

خجولةً أمام كل ما

حدثَ…ويحدثُ…وسيحدث

ترافقها…الوعود بالنهايات الجميلة

وأيُّ نهاياتٍ ننتظر؟!

جوازُ عبوري…

قادهُ المحيطُ إلى اللاعودة

كم أمقتُ هذا الرحيل

لكن..

كيف نعودُ من اللامكان

لنُدفنَ تحتَ أنقاضِ الذكريات ؟

موبوءةٌ هذه الأرض..

تحلُّ عليها لعنةُ مظلومٍ ومكلوم

أمَا زالت دميتي تنتظرني..

في منزلِ أبي القديم ؟

المنزلُ الذي دارت عليهِ رحى الحروب

لكن..

من يمحو من ذاكرتي قهقهة الضحكات

التي نثرتُها وإخوتي في ذاكَ المكان؟

لم يكن لدينا إلا..

الحبَّ والحب

والكثيرُ الكثيرُ منَ السعادة

والآن..

كلٌّ منا…في فلكه يدور

في مكانٍ..

لا يشبهنا…ولا يحملٌ لنا

إلا الوعود بما هو آت..

سيأتي الفرحُ بعد كلِّ عناء

وستشرقُ الشمسُ يوماً

على أرضِ الأحلام

ستشرقُ يوماً 

لتخبرنا…

بأن فيروز الصباح..

وقهوتي المعتقة…

سيمضيان في حياكةِ الأمل والعبور

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى