غرس التعاليم الإسلامية داخل الطفل.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضاه، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة يوم نلقاه، يوم يبعثر ما في القبور ويحصّل ما في الصدور، وأَشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، لقد أوصي الإسلام الآباء والأمهات بتربية أبناءهم تربية حسنة علي كتاب الله وسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، ومن أن القواعد التي ينبغي أن تقوم الأم بها تجاه طفلها من نعومة أظافرة، هو أنه ينبغي على الأم أن تحرص كل الحرص من أجل إبعاد كل ما من شأنه أن يضر بصحة الولد وسلامته، كالأدوات الحادة والمواد الكيميائية والمنظفات وغيرها، وعدم حرص الأم على إبعاد هذه المواد وتركها في متناول طفلها مما قد يسبب له الأذى.
يجعلها آثمة عند الله عز وجل، وكما يجب معالجة الغيرة عند الولد من أخيه أو أخته، فمثلا يعطى للولد الحاسد لعبة ويقال له “أنها من أخيك أو من أختك، إنه يحبك” فيبدأ يرى أن اللعبة جاءته من هذا الذي يكرهه فيصبح مع الوقت يحبه، وبهذا يخفف الوالدان عن الطفل من حدة الغيرة الكامنة بداخله، وكما أن مص الأصابع من طرف الطفل عادة من العادات السيئة، وقد يتعود على مص أصابعه بسبب أن لديه عقدة نفسية أو قلق، فالطفل يمص إصبعه مثلا لأنه يغار من أخيه الصغير أو لأنه رأى أمه وأباه يتعاركان أو كذا وكذا، وإذا عُرف السبب سهل العلاج، وعلى الأبوين أن يتجنبا الصراخ في وجه الطفل وهو صغير خاصة فيما دون السادسة من عمره، وإذا أرادا أن يوجها إبنهما فعليهما أن يحدثاه بلغة طفولية أي بكلام بسيط يفهمه هو، لا أن يحاسباه بعقليهما هما.
فمثلا عندما يمزق الولد كتابا، لا يليق بالأم في هذه الحالة أن لا تلجأ من البداية للضرب، بل يجب عليها أن تجلبه إليها وتذكر له فوائد الكتاب، وأن الله لا يحب ذلك وأنه إذا لم يستفد منه اليوم قد يستفيد منه غدا وأنه إذا لم يستفد منه هو قد يستفيد منه غيره والله يعطي الأجر للجميع وكذا وكذا وبهذا فإن الأم تكون قد عاتبت ولدها وعملت من أجل ألا يعود لهذا العمل مرة أخرى من جهة، ومن جهة أخرى تكون قد غرست فيه حب الكتاب منذ الصغر، وهذا أمر جد مهم ،لأن الكتاب سيكون حافزا مهما له ولغيره للدراسة عموما وللمطالعة خصوصا، وكما ينبغي أن يُعود الطفل غسل يديه قبل الطعام وبعده، ولا يُغسل له، بل يُترك ليغسل وحده، إذا زاد عمره على الثلاث سنوات ولو أتلف ملابسه بالماء، لأن مثل هذه الطريقة تجعله يعتمد على نفسه في تنظيف جسمه وحذائه وملابسه.
وفي ترتيب كتبه حتى لا ينشأ متكلا على غيره، بل ينشأ رجلا أو امرأة بأتم معنى الكلمة، وكما يُعود على الإعتدال في المأكل والمشرب وإجتناب الإسراف وأن العبرة ليست بكمية الأكل الذي يتغذى عليه الطفل وإنما العبرة في نوعية الغذاء الذي يأكله، وكما يُعود الولد على أنه إذا ألقى وسخا في الدار أن يكون هو الذي يميطه، والغرض من كل هذا هو تعليمه تحمل مسؤولية أعماله، وكما يجب إعطاء تربية الأولاد ما تستحق من أهمية، إذ أن أولادنا هم إمتداد لحياتنا، فكل عمل بن آدم ينقطع بموته إلا من ثلاث، كما أخبر النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم الذي ذكر من بينها ” ولد صالح يدعو له ” وكما ينبغي إحترام الأب وتوقير الأم من أهم ما يجب أن يربى عليه الولد منذ الصغر، ويجب أن يفهم الولد بأن حق الأم هو الأول والثاني والثالث، ثم يأتي بعد ذلك حق الأب وأن الجنة تحت أقدام الأمهات.