أزمة “شيفتات” تضرب إذاعة الأغاني: المذيعون يستغيثون ومديرة التنفيذ في مرمى النيران!

وليدمحمد
حالة من الغضب والاستياء العارم تسيطر على أروقة إذاعة الأغاني، التابعة للهيئة الوطنية للإعلام، بسبب القرارات “المتخبطة” و”الظالمة” التي اتخذتها مديرة التنفيذ، ناهد الشلقامي، والتي أدت إلى إحداث فوضى عارمة في جداول العمل، وتهديد استقرار المذيعين وتقديمهم لبرامج ذات جودة. وتكشف مصادر داخل الإذاعة عن تقديم العديد من الشكاوى الرسمية ضدها، دون أن يتم اتخاذ أي إجراء رادع.
جدول “مقلوب” وتوزيع غير عادل لساعات العمل:
تفيد التفاصيل الواردة من داخل إذاعة الأغاني بأن ناهد الشلقامي قد فرضت تغييرات جذرية على جداول العمل المعتادة، مما أثار حفيظة المذيعين. فبينما كان المتعارف عليه أن لكل مذيع 5 أيام عمل أسبوعياً، وأن ساعة البث المباشر تُحسب بيومين عمل، جاءت قرارات الشلقامي لتضرب بهذه القواعد عرض الحائط.
ويعاني عدد كبير من المذيعين من زيادة غير مبررة في ساعات العمل، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للعمل لساعات إضافية تتجاوز 13 ساعة أسبوعياً بدون أي مقابل مادي، وذلك لإراحة مديري الإدارات. في المقابل، تشير المصادر إلى أن بعض المذيعين قد تم تقليص نصابهم في العمل بشكل كبير، أو حتى إقصائهم تماماً من الجدول، مما يثير تساؤلات حول معايير هذا التوزيع “غير العادل”.
إهدار للمال العام وإرهاق للمذيعين:
لا تتوقف تداعيات قرارات الشلقامي عند حد الإضرار بمعنويات المذيعين وإنهاكهم، بل تتعداها لتشمل إهداراً للمال العام.
فبينما ينص القانون على عمل مديري الإدارات 4 أيام أسبوعياً (أو 3 أيام بدلاً من 4 في بعض الحالات)، فإن الجدول الجديد الذي وضعته الشلقامي يسمح لهم بالحضور يومين فقط أسبوعياً، ومع ذلك يتم محاسبتهم على هذه الأيام من أموال الدولة بشكل كامل.
الأمر يزداد سوءًا بالنسبة للمذيعين من درجة “كبير المذيعين”، الذين تنص قواعد الدولة على عملهم 4 أيام أسبوعياً، إلا أنهم في الواقع لا يعملون سوى “شيفتين” فقط، مما يشكل هدراً واضحاً للمال العام أيضاً.
وعلى الجانب الآخر، يتحمل المذيعون من الدرجات الثانية والثالثة والأولى عبئاً إضافياً هائلاً، حيث تفرض عليهم ساعات عمل تصل إلى 13 ساعة إضافية أسبوعياً دون مقابل، وذلك لتغطية النقص الناتج عن تقليص أيام عمل مديري الإدارات وكبار المذيعين.
صوت منهك وأداء متأثر.. والمستمع يدفع الثمن:
تشكل ساعات العمل الطويلة، خاصة “الشيفت” الذي يمتد لـ 6 ساعات متواصلة، إرهاقاً شديداً للمذيعين، ويؤثر سلباً على أدائهم وصوتهم، الذي يبدو عليه التعب في نهاية البث. هذا الإرهاق يجعلهم عرضة للخطأ، مما يؤثر على جودة المحتوى الصوتي ويُزعج آذان المستمعين. وتفيد المصادر بأن الإذاعة تتلقى انتقادات من المستمعين حول أداء بعض المذيعين، دون أن يعلم المستمعون أن هذا التراجع في الأداء ليس سوى نتيجة مباشرة للضغط النفسي والبدني الذي يتعرض له المذيعون بسبب جداول العمل المجحفة.
شكاوى متكررة.. وصمت مطبق من المسؤولين:
لم يقف المذيعون مكتوفي الأيدي أمام هذه التجاوزات، بل قدموا أكثر من شكوى رسمية إلى رئيس الإذاعة محمد نوار، والدكتور محمد لطفي نائب رئيس الإذاعة والمشرف على إذاعة الأغاني.
ورغم تعدد الشكاوى وتصاعد حدة الأزمة، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء تجاه مديرة التنفيذ ناهد الشلقامي، ولم يتم حتى مطالبتها بالرجوع عن قراراتها التي تضر بمصلحة العمل والمذيعين على حد سواء.
ويتساءل المذيعون في إذاعة الأغاني عن سبب هذا الصمت من قبل المسؤولين، وما إذا كانت هناك يد خفية تدعم قرارات الشلقامي على حساب استقرار الإذاعة وجودة محتواها، ومستقبل العاملين بها. فهل ستتدخل الجهات العليا لوقف هذا “العبث” وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح في إذاعة الأغاني؟ أم أن أزمة “الشيفتات” ستستمر في ضرب العمل الإعلامي في واحدة من أهم الإذاعات المصرية؟