مينا التوفيقى يكتب: موسوعة مصر القرن العشرين تعيد كتابة التاريخ بعيون معاصرة

في لحظة فارقة من عمر الثقافة المصرية، وفي وقت تشتد فيه الحاجة إلى استعادة الوعي بالتاريخ والهوية، تصدر موسوعة فريدة من نوعها تحت عنوان “موسوعة مصر القرن العشرين”، جاءت في ستة أجزاء موسوعية لتعيد رسم ملامح مائة عام من التحولات السياسية والاجتماعية والفكرية والفنية التي مرت بها مصر، من مطلع القرن العشرين وحتى نهايته.
ليست هذه الموسوعة مجرد عمل أرشيفي يوثق أحداثًا مضت، بل هي رؤية معاصرة لتاريخ مشحون بالتغييرات الجذرية، تعيد قراءته بلغة تحليلية ذكية من الكاتب ياسر أحمد رزق ، تقدم الموسوعة سردًا ثريًا ومتنوعًا. كل جزء من الأجزاء الستة يتناول جانبًا محوريًا من حياة المجتمع المصري ، منها الدبلوماسية و السياسة ، الثقافة والفنون، الأدب والإعلام، الرياضة و العلوم ، والتأثير الديني ، وتبرز الموسوعة شخصيات مؤثرة، ووقائع مفصلية، ونقاشات فكرية شكّلت الوعي المصري الحديث.
هذا العمل الضخم لم يأتِ عابرًا، بل هو نتاج سنوات من البحث والتقصي، قام بها الكاتب ، ليمنح القارئ فرصة فريدة لفهم التحولات العميقة التي مرّت بها مصر في تلك الجوانب . وبأسلوب يجمع بين الرصانة السردية وسهولة العرض، تمثل الموسوعة جسرًا بين الأجيال، ومرجعًا لا غنى عنه لكل من يسعى لاكتشاف “مصر الأخرى” التي لم تُروَ تفاصيلها بهذه النظرة التحليلية من قبل .
“موسوعة مصر القرن العشرين” ليست فقط توثيقًا لما كان، بل دعوة للتأمل فيما هو كائن، واستشراف لما سيكون. إنها شهادة ناطقة عن أمة عريقة، تنبض بالتنوع، وتعبر التاريخ بخطى لا تمّحي.