إسرائيل تفتتح مستشفى ميدانيًا في جنوب سوريا تحت غطاء “إنساني”

في خطوة مفاجئة تعكس تحركًا إسرائيليًا غير مألوف داخل الأراضي السورية، أعلنت تل أبيب عن إنشاء مستشفى ميداني في منطقة قريبة من قرية حضر الدرزية جنوب سوريا، بدعوى تقديم الرعاية الطبية للسكان المحليين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن المستشفى أقيم استجابةً للتوترات الأخيرة التي تشهدها المناطق الدرزية في سوريا، وخصوصًا بعد مواجهات دامية شهدتها مناطق مثل جرمانا وسنّايا، أدّت إلى مقتل العشرات.
كما أضافت إسرائيل أن أكثر من 500 مدني سوري تلقوا علاجًا داخل هذه المنشأة في الأسابيع الماضية.
ويُعد هذا التحرك جزءًا من سياسة أوسع للجيش الإسرائيلي تهدف – بحسب ما أعلن – إلى تعزيز “الاستقرار الإقليمي” عبر تقديم مساعدات إنسانية، لكنها في الوقت ذاته تُقرأ كخطوة استراتيجية تهدف لترسيخ موطئ قدم في الجبهة السورية، خاصةً في ظل مساعٍ إسرائيلية سابقة لإقامة ما يُعرف بـ”منطقة أمنية عازلة” في الجولان السوري.
ويأتي هذا المستشفى ضمن امتداد لعملية “الجيرة الطيبة” التي أطلقتها إسرائيل منذ سنوات، والتي شملت تقديم مساعدات إنسانية محدودة للمدنيين السوريين قرب الحدود، لكنها قوبلت آنذاك بانتقادات تتهم تل أبيب باستغلال الأوضاع الإنسانية لتحقيق مكاسب أمنية وسياسية.
ورغم التبريرات الرسمية، يثير هذا التدخل تساؤلات حول أبعاده الحقيقية، وسط مخاوف من أن تتحول “المساعدة الطبية” إلى أداة لتعزيز النفوذ الإسرائيلي في جنوب سوريا، خاصة في ظل التجاهل التام من جانب النظام السوري لهذا التطور.
بقلم: أماني يحيي