المرأة التي أكرمت فراش رسول الله .. الكاتب/ محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه الله رحمة للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله خير ما جزى نبيا من أنبيائه، فصلوات ربي وتسليماته عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين أما بعد، ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، ومن أمهات المؤمنين هي أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها وهي زينب بنت جحش كانت من سادة النساء دينا وورعا وجودا ومعروفا رضي الله عنها وكانت وفاتها سنة عشرين.

وكان من مناقبها أنها كانت تقول ” زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات ” رواه البخاري، وقال الإمام الذهبي فزوجها الله تعالى بنبيه بنص كتابه بلا ولي ولا شاهد فكانت تفخر بذلك على أمهات المؤمنين وتقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق عرشه ” وفي الصحيحين أن نساءه سألنه ” أينا أسرع بك لحوقا؟ قال صلي الله عليه وسلم ” أطولكن يدا” فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدا، فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقا به، وكانت تحب الصدقة ” لأن السيدة زينب كانت قصيرة فعلمن أن المقصود بطول اليد الصدقة وكانت رضي الله عنها كثيرة الصدقة، وروى الإمام مسلم في صحيحه ” تقول السيدة عائشة رضي الله عنها عن السيدة زينب لم أري امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا.

وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد إبتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتتقرب به إلى الله ما عدا سورة من حدة بها ” وقال الإمام الذهبي ” ويروى عن عمرة عن عائشة قالت يرحم الله زينب لقد نالت في الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف إن الله زوجها ونطق به القرآن وإن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لنا ” أسرعكن لحوقا أطولكن باعا ” فبشرها بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة ” وكما أن من أمهات المؤمنين هي السيدة جويرية بنت الحارث وهي من بني المصطلق، وجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلبت منه أن يعينها على مكاتبتها لنفسها عل ثابت بن قيس فعرض عليها النبي صلي الله عليه وسلم ما هو خير لها في العاجل والآجل وهو أن يؤدي عنها ما كاتبها لنفسها فوافقت على ذلك وأسلمت وتزوجها سيد الخلق وأطلق لها أسارى من قومها.

وتوفيت رضي الله عنها سنة خمسين للهجرة، وكما أن من أمهات المؤمنين هي السيدة أم حبيبة رضي الله عنها، هي رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها وقال الإمام الذهبي رحمه الله ” وهي من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم وليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها، عُقد له صلى الله عليه وسلم عليها بالحبشة وأصدقها عنه صاحب الحبشة أربع مائة دينار وجهزها بأشياء ” ومما زاد في قدرها وعلو شأنها أنها أكرمت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يجلس عليه أبوها لما قدم المدينة لعقد الهدنة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش ومنعته من الجلوس عليه لأنه كان يومئذ على الشرك ولم يكن قد أسلم.

وكانت شديدة الخوف من الله عز وجل ومن العابدات الورعات فقد روى الحاكم عن عوف بن الحارث قال ” سمعت عائشة تقول دعتني أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها، فقالت قد كان بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله ذلك كله وتجاوز وحللتك من ذلك كله فقالت عائشة سررتني سرّك الله وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت لها مثل ذلك وتوفيت سنة أربع وأربعين، في إمارة معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما ” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى