يوم الامتحان .. الكاتبة: الزهرة العناق

 

بين رجفة الورقة و نبضات القلب

في الزاوية الصامتة من الوقت، حيث يتثاءب القلق على حواف المساء،

يقف تلميذ الباكالوريا كأنه على مشارف معركة لا يعلو فيها صوت إلا نبض السؤال.

لا يقاتل بجسده، بل بأحلام نحيلة، وذاكرة تسع الكون ولا تسع لحظة النسيان.

التلميذ لا يخشى الورقة وحدها،

بل يخشى أن تخذله الإجابة أمام عيون انتظرت منه أن يصنع المعجزات،

يخاف أن ينهزم لا أمام الحبر، بل أمام ابتسامة أم علقت كل آمالها و فخرها على نتائجه،

وأب قرأ الحب من خلال نقاط التقويم.

أيها التلميذ،

يا من تختبئ خلف الملفات و الملخصات و تواجه التعب،

اعلم أن الاختبار ليس مرآة لروحك،

ولا يمكن لرقم عابر أن يلخص قدراتك.

أنت أكبر من كلمة امتحان،

وأسمى من أي تقييم،

أنت نسخة أولى من إصرار نادر،

و جملة لم تكتمل بعد في كتاب الحياة،

فلا ترهق قلبك بالأفكار السلبية،

ولا تثقل ضميرك إن خانه السؤال

و لا تحفر خدودك بالدموع

اطرق باب الله و تمسك بحبله

و تأكد أن ما كتب لك لن يذهب لغيرك.

أما عن رضا والديك

فأخبر قلبك أن الحب الحقيقي لا يعلق على علامة،

وأنهم حين أنجبوك، لم يشترطوا عليك أن تكون نابغة، بل أن تكون بخير و متخلق.

فكن فقط كما أنت، على قدرك، على وسعك وعلى مقاس تعبك.

افتح يدك للحياة و ابتسم،

و امش في دربك مرفوع الرأس،

فأنت لا تقاس بما ستجيب عليه من أسئلة، بل بما تجاوزته من عثرات لتصل.

ولا تنسى

أن بعض الورود لا تتفتح في موسم الآخرين،

لكنها حين تتفتح، تملأ الوجود عطرا لا ينسى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى