محمود سعيد يكتب: هل مات الحب… أم نام؟

في الزاوية البعيدة من بيتٍ هادئ، تجلس هي تحت ضوء خافت، تُقلب فنجان قهوتها الباردة، وتُقلب معها قلبًا كان يومًا ما مشتعلًا بالحب.
هو هناك، في الغرفة المجاورة، يراجع أوراق العمل، يسعل قليلاً، فلا ترفع رأسها.
لم يعد يُفاجئها بزهرة، ولا تُفاجئه بضحكة.
لكنّهما… لا يزالان معًا.
أهذا هو الحب؟
أم التعود؟
أم شيء بينهما لا اسم له؟
مرّت السنوات، وأطفأت شموع الشوق الأولى،
لكنها أشعلت شيئًا آخر…
الدفء،
الأمان،
الصمت الذي لا يُخجل،
والنظر الذي لا يحتاج تفسيرًا.
نعم، لم يعد الحب صاخبًا كما البدايات،
لكنّه لم يمت.
ربما فقط… نام قليلًا.
تعب من الركض،
واختار أن يستريح في حضن العشرة.
الحب في الزواج لا يختفي،
بل يبدّل ملامحه.
يخلع بدلته الأنيقة، ويرتدي بيجامة بسيطة،
ينزع العطر الفاخر، ويكتفي برائحة القهوة صباحًا،
يتنازل عن الشغف المتوهج،
ويكتفي بيدٍ تمسك يدك حين تتعب.
لا تصدق أن الحب يموت في الزواج،
إنه فقط يحتاج إلى من يوقظه بين حين وآخر،
بكلمة، بلمسة، بذكرى.
فلا تهجروا الحب حين يهدأ،
ولا تقتلوا الحنين حين يصمت.