الدكـــروري يكتب: مشروعية صيام الأيام العشر المباركة

 

الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لااله الا هو و اليه المصير، الحمد لله الذي يقول للشئ كن فيكون وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه و برحمته كشف الضر عن يونس اذ ناداه، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،صلى الله وسلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلى الله و سلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من أمته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن فضائل العشر الأوائل من شهر ذو الحجة، والأعمال المستحبه فيها ومن ذلك الصيام، فيشرع صيام هذه الأيام المباركة، حيث روي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت ” كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة.

ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس ” ويتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صومه فقال ” يكفر السنة الماضية والباقية” رواه مسلم، ومن الأعمال المشروعة في هذه الأيام المباركة هو الإكثار من ذكر الله تعالي بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد وقراءة القرآن والاستغفار، فقد جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتسبيح” رواه أحمد، ألا وأن أعظم الأعمال في هذه الأيام المباركة، وأجلها وأزكاها عند الله حج بيت الله الحرام، الحج إلى البقاع الطاهرة، خير البلاد وأعظمها حرمة عند الله تعالي، والحج ركن من أركان الإسلام، ويجب الحج على كل مسلم.

بالغ عاقل حر مستطيع، وهو واجب على الفور في أصح أقوال العلماء، ويحرم على القادر تأخيره، وقال تعالى ” ولله على الناس حج البيت من إستطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين” ويدخل في شرط الإستطاعة القدرة البدنية والمالية، وذلك بأن يملك الزاد والراحلة بعد حاجاته الأصلية، ومن شرط الإستطاعة بالنسبة للمرأة أن يتيسّر لها محرم يحج معها، وأن لا تكون معتدة لأنها منهية عن الخروج من البيت، وقد حذرنا النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم من تأخير الحج مع الإستطاعة أشد تحذير، فقد ثبت في المسند عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له” وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن الله تعالى يقول إن عبدا أصححت له جسمه.

ووسعت عليه في معيشته، تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم” فإن كان من لا يحج في كل خمسة أعوام محروما، فما عسانا نقول لمن لم يحج حتى الآن حج الفريضة، مع تيسر السبل وكثرة الحملات وسهولة السفر وقصر المدة، وقد روى البيهقي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جدة ولم يحج فيضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين” فيا من لم يؤدي فريضة الله تعالي، يا من أصح الله لك جسمك، ووسّع عليك رزقك، إلى متى يقعدك التسويف وتلهيك الأماني؟ إلى متى وأنت تؤخر الحج عاما بعد عام؟ وهل تعلم أين تكون العام القادم ؟ وإذا كان بعض الصالحين في زماننا يرد نفسه عن حج التطوع، تخفيفا للزحام عن المسلمين وهذا مقصد حسن، فيحرم نفسه من الحج وهي تتوق إليه.

فكيف بمن تعلق برقبته الفرض، بل ركن الإسلام الذي يجب عليه أداؤه، وهو يسير على من يسر الله عليه من المواطنين والمقيمين في بلاد الحرمين، فإن أيام الحج لا تتجاوز أسبوعا لمن هم في هذه البلاد، ولا تتعدى أربعة أيام لأهل مكة وما حولها، فإغتنم يا أخي هذه النعمة العظيمة، واعزم ولا تتردد ولا تتهاون، فالدروب ميسرة والطرق معبدة ورغد العيش لا حد له والأمن ضارب أطنابه بحمد الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى