محمود سعيد يكتب: نبض الشارع.. حين تتكلم الأرصفة ويصمت القرار

 

الخميس 29 مايو 2025، يوم لا يمرّ مرور الكرام. الشوارع تنبض، المحاكم تضجّ، الأسواق تئنّ، والناس… لا تزال تنتظر. مصر ليست في أزمة عابرة، بل في حوار مفتوح بين مواطن يبحث عن كرامته، ومؤسسات ما زالت بعيدة عن النبض الحقيقي للشارع.

🔥 الغضب في ثوب المحاماة

الوقفات الاحتجاجية للمحامين لم تكن فقط بسبب الرسوم القضائية. كانت تعبيرًا عن احتقان أوسع، ورفض صامت لطريقة تُدار بها ملفات العدالة في بلدٍ طالما افتخر بريادته القانونية.

المحامون اليوم ليسوا في مواجهة مع الدولة، بل في موقف دفاع عن البسطاء الذين لم يعودوا قادرين على الوصول إلى حقهم إلا عبر أبواب موصدة.

🧮 الأسواق تتحرك.. والبطون ما زالت خاوية

تراجع الدولار، صعود البورصة، انخفاض الذهب… عناوين لا تطعم الجائع، ولا تُطمئن العامل الذي يقف يوميًا على شفير الاحتياج.

الاقتصاد ليس أرقامًا تُعلن في المؤتمرات، بل إحساس يومي بالأمان، بمستقبل يمكن الإمساك به، لا مطاردته.

⚽ كرة القدم.. المتنفس الأخير

رغم صعوبة المشهد، تبقى كرة القدم فسحة أمل. النادي الأهلي يعلن اليوم تعاقده مع خوسيه ريبيرو، في محاولة لاستعادة الأمجاد. الجماهير لا تطلب المستحيل، فقط لحظة فرح، وهتاف صادق، وانتصار يمنحهم ما لم تمنحهم إياه السياسة والاقتصاد

عيد “الصعود المجيد” مرّ اليوم بهدوء، لكنه يرمز لكثير. أن ترتقي فوق جراحك، أن ترى من فوق ضجيج الحياة ما هو أهم، أن تبقى روحك حيّة رغم كل ما يحدث على الأرض.

ليس أصعب من أن يتكلم الناس ولا يُصغي أحد. هذا ما يحدث اليوم: مواطنون يتحدثون من خلال المحاكم، السوق، الكرة، والكنائس. والسلطة الحقيقية – إن أرادت أن تستمر – يجب أن تبدأ من الإنصات.

29 مايو لا يُختتم بالخبر، بل يبدأ منه سؤال كبير: هل ما زالت الدولة تعرف ماذا يريد شعبها

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى