مشوار حياة بقلم/ هناء_زغلول

مشوار حياة
بقلم/ هناء_زغلول
لم اشعر يوما اني طفلة مدللة، لم أستطع البكاء وارتمي بحضن امي كباقي الأطفال، الجميع ينظر لي انني قوية لم يمنحوني فرصة لكي اختبر ضعفي ، ولا المساحة كي اعيش طفولتي ، تعودت علي الصلابة والمعاملة القاسية ،
كنت اتمني ان يقال لي تدللي يا فتاة مادمت في كنف ابيكي ،
فلم اتعود علي الحنان والدلال ،ودائما الجميع ينتظر أن يري مني مواقف البطولة و التضحية ،
منذ الصغر وجدت نفسي بمفردي لا ألجأ لأحد وقت حاجتي، ولم اطلب يوما المساعدة، لأنني لم اتعود ان اجد من يقدم لي يد المساعدة ،
وحين بدأت في دخول مرحلة الشباب و الاندماج في المجتمع وجدته أكثر قسوة ، فتحملت حتي اتعلم فن التعامل مع مختلف الأنماط،
وانتقلت الي مرحلة الزواج وتكوين الاسرة ،
واعتقدت انني سأجد ما افتقدته طوال سنين عمري ،
وحدث أن زادت المسئولية وزاد الحمل ،
و الدلال والحنان اللذان كنت ابحث عنهما أصبحت اعطيهم وببذخ لمن حولي علي عكس مقولة فاقد الشئ لا يعطيه ،
ففقداني للحنان وفقدان الامل في الحصول عليه جعلني أعطيه حتي اشعر بطاقة العطاء، فتمنحني القوة علي الاستمرار دون يأس او ملل ، فكلما أعطيت من حولي من عطفي وحناني كلما شعرت بلذة الحياة.