أسير الماضي وقائد المستقبل.. الكاتبة: الزهرة العناق

 

أنا الغريب الذي عانق رماد الأمس و ذهب،

ينتعل شظايا الذكرى،

و يطرز جراحه بخيوط الخجل المزركش بحبات الصبر.

أنا الذي مر من بين أنقاض الفصول،

يحمل على كاهله خرائط الوجع،

و يسرد حكايات الزمن في معابد التأمل البعيد.

لم آت إلى هذا العالم عبثا و لم أولد عابرا، بل سرت على جمر الأسئلة،

وأنا أنحت من ظلال النسيان ملامح الطريق إلى الفلاح،

أستنطق الصمت،

و أصنع من الحطام سفنا لا تغرقها الأعاصير.

ماض أنا فيه السجين الحكيم،

لا أبكي على الأطلال،

بل أستخلص منها قناديل العزم،

و أزرع حبات الأمل على الطرقات.

مستقبل أنا فيه الربان الحكيم،

أقود سفينة الروح نحو مجرات محددة

و أرسم على دفاتر الغد لغتي الخاصة،

لغة لا يتقنها إلا من عبر جحيم الإدراك و بقي قويا و لم يستسلم.

أنا الفاصل بين زمنين،

لا أنتمي إلى أي واحد منهما،

لكنني أحمل في جعبتي مفاتيح كليهما و أمضي

لا تغريني قوافل الندم،

ولا تعيقني جغرافيا الاحتمال.

أنا من يسير الماضي بكرامة الأثر ولا أترك له فرصة ليسيرني.

أنا قائد المستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى