إعدام فكرة …من كتاب جعبة الظلام : للكاتب/ محمد إبراهيم الشقيفي

 

من أجمل الروائع أن ينسلخ العطر عن مصدره ، ويبقى الملمس الناعم ، رغم وجود حواف الشوك المدبب حول وريقات الورد المتفتح ، و يبقي نقاء الياسمين الأبيض رمزاً للود وصفاء النفس، وبداية من حب الخير بالفطرة إلى لحظة خروج الفكرة إلى ملاذ الضوء الذي يسكن مجرات البعد ، فإن المبدع يحتاج إلى من يبدع لأجله كي يشعر بالسعادة وهو ينظر فى مرآة جهده ، لكن المؤسف أن يرتد هذا الإبداع في صورة خزي بتار ، على هيئة صفعة تفند أوجه اللا مبالاة ، تلطم ببلادة وجه الإحسان ، تقصي حروف الكلم المنزه عن المكاسب قسراً ، تعلق الأحاسيس التي تصنع البهجة فى جوف العطاء مثل شاة سلختها أيدى الجناه ، وكأننا أمام جريمة إنتحار مفتعلة بطريق الإجبار .

ينتاب الروح فتور الرغبة في الاستكمال ، وعدم التقدم شبرا نحو هالة القمر ، لكي يبصر القلم الحكمة الضالة ويستكشف مكنون الفكرة ، ويفك لغز التلعثم الأحمق وينتج الطرح و يثمر اللفظ الأمثل .

شكراً لمن استحق استقطاع الوقت لأجله ، وهو غير محق علينا فى الحكم بكثرة صمته ، جار علينا بأسلوب الجفاء غير المقصود ، علمنا كيف يكون القول الفصل والحرف المنقوط ، لقد أفرط التحديق فى وجهي حبات العرق المعقود برباط الحب ، وأصبح الحلم فى كل مكان مرصود ، استفحل قناص الفكر فى الوكر يعاند دون أن يستمهل فى البحث ، يسقط علينا اسفاف يخلو من استرخاء التأمل .

نظرات عابرة تحتاج إلى فحص و تدبر ، بالتأكيد تبهرنا الدروس المترجمة إلى أحاسيس ، لكن هول الكابوس العلني ، أعدم الفكر وخسف بماء حياء الوجه إلى قاع أرض .

سأتوقف قليلا ثم استكمل رحلتي نحو أعتاب المجد ، سأمضي إلى قدر محتوم ، واصمد تحت الغيث مثل النجم الفضي المظلوم ،ولو قيل عني مجذوب ، أعانق الحرف الشارد وأنا استخلص فطرة إسعاد النفس من شائكة الكدر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى