نورهان نبيل تكتب : التعليم حجر الزاوية الذي تُبنى عليه الأمم وتنهض الحضارات

التعليم ليس مجرد تلقين للمعلومات والمعارف، بل هو حجر الزاوية الذي تُبنى عليه الأمم وتنهض الحضارات. إنه القوة الدافعة وراء التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وهو المفتاح لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار لأي مجتمع. يمثل التعليم الاستثمار الأهم في رأس المال البشري، الذي يُعد بدوره أغلى ما تملكه الأمم.
التعليم: صانع العقول المنتجة
يُسهم التعليم في بناء الأمم من خلال تخريج أجيال قادرة على التفكير النقدي، والابتكار، وحل المشكلات. المدارس والجامعات هي المصانع التي تصقل العقول، وتنمي المهارات اللازمة لسوق العمل المتغير باستمرار. عندما يتلقى الأفراد تعليمًا جيدًا، يصبحون أكثر إنتاجية، ويساهمون بشكل فعال في الاقتصاد من خلال إنشاء الشركات، وتطوير التقنيات، وتقديم الخدمات التي تدفع عجلة النمو. فالأمة التي تستثمر في تعليم أبنائها هي أمة تضمن لنفسها مكانًا في مصاف الدول المتقدمة.
التعليم: غارس قيم المواطنة والانتماء
إلى جانب دوره الاقتصادي، يلعب التعليم دورًا حيويًا في تشكيل الهوية الوطنية وتعزيز قيم المواطنة الصالحة. من خلال المناهج الدراسية والأنشطة اللامنهجية، يتعلم الأفراد عن تاريخهم وثقافتهم، ويُغرس فيهم حب الوطن والانتماء إليه. يساهم التعليم في بناء مجتمع متماسك، يُقدر التنوع، ويُعزز التسامح، ويُشجع على المشاركة المدنية. عندما يدرك الأفراد حقوقهم وواجباتهم، يصبحون قادرين على المساهمة بفعالية في بناء مجتمعاتهم، والمحافظة على استقرارها وتقدمها.
التعليم: سلاح الأمم لمواجهة التحديات
في عالم اليوم الذي يتسم بالتعقيد والتغير السريع، يُعد التعليم السلاح الأمضى لمواجهة التحديات. سواء كانت تحديات اقتصادية، بيئية، صحية، أو اجتماعية، فإن الحلول غالبًا ما تنبع من المعرفة والابتكار. التعليم يُمكن الأفراد من فهم هذه التحديات، وتطوير الحلول المستدامة لها. كما أنه يُعد الأجيال القادمة للتعامل مع المجهول، والتكيف مع التغيرات، واغتنام الفرص الجديدة. فالأمم التي تتبنى نظامًا تعليميًا قويًا ومرنًا هي الأمم الأكثر قدرة على الصمود والازدهار في وجه الأزمات.
في الختام، يُمكن القول بأن التعليم ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة قصوى لبناء الأمم وتقدمها. إنه الاستثمار الأذكى الذي يُمكن أن تقوم به أي دولة لضمان مستقبل مشرق لأجيالها القادمة. فبناء العقول هو في جوهره بناء الأوطان.