روسيا تلوّح بخيارين أمام أوكرانيا مقابل وقف إطلاق النار

طرحت روسيا خلال جولة جديدة من المحادثات مع أوكرانيا، عُقدت في إسطنبول، خيارين رئيسيين لإنهاء القتال والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، في وقت تشهد فيه الجبهات تصعيدًا لافتًا من الجانبين.
وبحسب مصادر مطلعة على مجريات التفاوض، جاء الخيار الأول في صورة مطلب مباشر بانسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق تعتبرها موسكو تحت سيادتها، وهي دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون.
وبالنسبة الخيار الثاني، فتمثل في اتفاق موسّع يتضمن مجموعة من الشروط، أبرزها: اعتراف كييف بسيادة روسيا على القرم والمناطق الأربع، وتعهّد أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف الناتو، إلى جانب تقليص قدراتها العسكرية ووقف الدعم الغربي، ومنح اللغة الروسية وضعًا رسميًا داخل البلاد، مع إجراء انتخابات محلية في المناطق المتنازع عليها.
كما رفضت الحكومة الأوكرانية تلك المقترحات، ووصفتها بأنها “غير مقبولة وتمس بالسيادة الوطنية”، مؤكدة تمسكها بوقف إطلاق نار فوري وغير مشروط لمدة 30 يومًا، وهو ما رفضته موسكو بدورها.
ورغم الجمود السياسي، تمكّن الطرفان من إحراز تقدم محدود في الملف الإنساني، إذ توصلا إلى اتفاق مبدئي على تبادل 6 آلاف أسير من كل جانب، يشمل جرحى وأسرى من فئات عمرية صغيرة.
كما قدمت أوكرانيا قائمة بـ400 طفل تقول إنهم رُحلوا إلى روسيا، غير أن موسكو وافقت فقط على إعادة 10 منهم.
ميدانيًا، تزامنت المحادثات مع تصعيد عسكري واسع؛ إذ استهدفت أوكرانيا مواقع عسكرية روسية بهجمات مسيّرة، فيما شنّت موسكو أكبر هجوم جوي منذ بداية الحرب، مستخدمة مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ على مدن أوكرانية.
ومن المتوقع أن تستمر الاتصالات بين الجانبين، وسط حديث عن إمكانية عقد جولة جديدة من المفاوضات في وقت لاحق من يونيو الجاري، رغم استمرار تباعد المواقف حول القضايا الجوهرية.
بقلم: أماني يحيي