القرض قصة قصيرةالشاعر والأديب/ صابرقدح

القرض
قصة قصيرة/ صابرقدح
كان أباها يرقد مريضا وأخر نقود من تلك التي اقترضها تقرب على النفاذ
طلبت خمسون جنيها لتذهب إلى الكلية مع التنبيه على محاولة تدبير مصاريف الكلية
خرجت وبعد وقت يرن هاتف البيت تسأل أخاها الصغير أن يبحث عن الخمسين جنيه بالبيت والشارع لأنها فقدتها ولاتدرى أين ولاكيف؟ بجوارها رجل كبير يسمعها ويرى نظرة الأسى والدموع التى تكاد أن تنفجر يُخرج من جيبه و ينحنى إلى أرض السيارة
ثم ينادى هل هناك من يفقد شيء يعطينى
أمارته ويأخذه ؟ تشكره وتكاد أن تحتضنه وتحمد الله وتقبل يدها على وجهيها وتكمل يومها فى الدراسة والتحصيل وتعود أدراجها بعد يوم جهيد تنام وتقوم والصبح يكاد يطلق أول أنفاسه تعبث بحقيبة يدها. لتعيد ترتيبها وتقوم بمراجعة أحداث الأمس وتستذكر محاضراتها.. فتذهل وتضرب صدرها بيدها.. ياإلهى ماهذا إنها الخمسون جنيها التى فقدتها بالأمس لكن ماالذى أعطانيه هذا الرجل وأدركت ماحدث واعترتها سعادة بوجود الخير الذى يلطم الناس خدودهم لانقراضه. وأضمرت في نفسها الإحتفاظ بها حتى إن قابلها تعطيه
إياها.. وتمر السنين وتكبر وتتزوج وتخرج يوميا إلى عملها وهى تسرع في طريقها للحاق بموعد العمل تجد طفلة وهى تبكى بكاءًا مرا. تعود إليها تربت على كتفيها وتقبل وجنتيها وتعرف أنها فقدت المال الذى كانت ستحضر به العلاج. تتصل برئيسها فى العمل تستأذنه لساعة واحدة وتذهب بالطفلة إلى الصيدلية وتأتى بالعلاج وتوصلها إلى باب بيتها ويفتح لها رجل طاعن فى السن تحس بأنها تعرفه تعصر فى رأسها تحاول أن تستعيد ذاكرتها وحينما تفشل.. تستدير لتلحق بالعمل تسمعه وهو يحدث إبنته أوحفيدته لماذا تأخرتى هكذا؟!!!
تتذكر بسرعة. إنه نفس الصوت الذى أنقذها تعود إليه
صباح الخير يا عمى
صباح الخير يا ابنتى
لك معى أمانة هاك الخمسون التى أقرضتنى إياها
أنا !!!!؟
لم أقرض أحدا
تستلقى على كرسيها فى العمل وتعاهد نفسها بألا تخلو شنطة يدها من الخمسين جنيه
صابرقدح