تأدب الطفل بآداب المزاح .. الكاتب/ محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ذي الفضل والإنعام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ما تعاقبت الدهور والأعوام أما بعد لقد أوصي الإسلام الآباء والأمهات بتربية أبناءهم تربية حسنة علي كتاب الله وسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، وإنه ينبغي أن يعلّم الولد الصغير خاصة بعد دخوله إلى المدرسة كيف يتأدب بآداب المزاح إذا مزح والتي يمكن أن نذكر منها أن يمزح بدون أن يكذب، وأن يكون في المزاح غيبة أو قذف، وأن يكون في الوقت المناسب، وعدم الإنهماك والإسترسال والمبالغة، وعدم ترويع الغير أو الإضرار بهم، وألا يكون في المزاح فحش وكلام بذيء، وألا يكون فيه إستهزاء بشيء من الدين، وألا يكون المزاح مع السفهاء، وأن نراعي بالمزاح شعور الآخرين.
وألا يمزح مع الكبير أو العالم بما ينبئ أن الولد لا يحترم هذا الكبير أو هذا العالم، وألا يؤدي المزاح إلى الإغراق في الضحك، وألا يضر بشخصه بين الناس بحيث يصبح في نظر الناس مهرّج، وكما ينبّه الولد بدءا من سن الخامسة من عمره إلى ما يجب أن يتعلمه مما يتعلق بطلب العلم وبالحفظ والتي منها على سبيل المثال مما يعين على الحفظ أن يكون لوجه الله تعالي سرد المحفوظ على أي كان والعمل بما نحفظ ونشر ما تعلمنا بين الناس والصلاح والتقليل من الأكل والأدعية وذكر الله عز وجل والتدرج في كمية المحفوظ وتناول الغذاء المناسب والتقليل من الإعتماد على المكتوب وتحري الوقت الأفضل للحفظ مثل الليل والصباح وخاصة السحر وإهتمام الطالب بالموضوع المراد حفظه وتخيل صورة ما نحفظ وحفظ ترتيب أجزاء الموضوع الذي نريد حفظه.
وحفظ الأصول قبل الفروع، ومما يجب أن ينتبه إليه وأن يراعى هو مراجعة الحفظ السابق أولى من حفظ جديد، والمذاكرة الجماعية مهمة، والمداومة على حفظ القليل مهمة، وحفظ القرآن يسهّل ما بعده، وعندما نتعب من الحفظ يجب أن نتوقف ولا نرهق أنفسنا بالمواصلة، ولا بد من تخصيص وقت في الأسبوع مثلا للمراجعة، مما يعين على الحفظ محاولة تذكر ما نسيناه وإعتصار الذهن من أجل ذلك، والحفظ في الصغر أسهل منه في الكبر، إذا شغّلت الذاكرة توسعت وكبرت وإذا أهملتها تقلصت وإنكمشت، ويمكن للشخص أن يحفظ أولا ثم يفهم وليس صحيحا ما يقال بأن الولد لن يحفظ شيئا إذا لم يكن الحفظ مصاحبا للفهم، وإن هناك ملاحظة وهي إذا فات الأب أو الأم شيء من الحفظ أو من المراجعة فليستدرك ذلك مع أولاده، وعلى الأب أن يركز جهوده.
على تأديب الأكبر من أبنائه أو الكبرى من بناته حتى يكون قدوة للآخرين في المستقبل وعليه أن يسند إليه في بعض الأحيان مراقبة الأسرة وتدبيرها في غيابه عسى أن يشعر بالمسؤولية من الصغر، وعلى الأب أن لا يدعو على ولده بل عليه أن يدعو له وليعلم الأبوان أن دعاءهما على ولدهما قد يستجاب، فإن طفلك هو هبة الله تعالى لك، وهو بضعة منك، وهو ثمرة فؤادك، وفلذة كبدك، ومعقد آمالك، وحلمك الذي لم تحققه بعد، لذا فمن الطبيعي أن تحلم له بكل خير، بالتفوق في الدراسة، والنشاط الذي يمارسه، ثم الوظيفة المرموقة، ثم الزواج السعيد، والرفاء، والبنين إلي غير ذلك، ومن أجل ذلك فأنت تبذل كل غالي وثمين لتساعده على تحقيق كل هذه الأحلام أو بعضها، أو حتى أحدها.