محادثات هاتفية تعيد دفء العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين..

في خطوة تعكس مؤشرات على انفراج محتمل في التوترات التجارية، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ مكالمة هاتفية استغرقت 90 دقيقة، تناولت سبل استئناف المفاوضات المتوقفة بين البلدين.

وهذه المحادثة، التي تعد الأولى منذ مطلع العام، وصفت بأنها إيجابية ومثمرة، وقد تم خلالها الاتفاق على عقد اجتماع قريب بين الفرق التفاوضية من الجانبين.

كما أعلن ترامب أن النقاش كان “جيدًا للغاية”، مشيرًا إلى أن الاجتماع القادم سيركز على قضايا عالقة، من أبرزها ملف المعادن الأرضية النادرة، والتي تُعد حيوية لصناعات التكنولوجيا الأميركية.

وأبدت بكين ترحيبها بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لكنها طالبت واشنطن بتغيير نهجها وإظهار مزيد من “الاحترام المتبادل”، لا سيما بعد قرار الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية جديدة بلغت 245% على واردات صينية، ما اعتبرته الصين تصعيدًا غير مبرر.

كما كان الطرفان قد توصلا في مايو الماضي إلى هدنة مؤقتة لمدة 90 يومًا شملت تخفيضات متبادلة في الرسوم، قبل أن تتعثر بسبب خلافات متجددة.

فقد خفضت الولايات المتحدة الرسوم من 145% إلى 30%، بينما خفّضت الصين الضرائب على السلع الأميركية من 125% إلى 10%.

ومن المنتظر أن يقود الوفد الأمريكي في الاجتماع المقبل كل من وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، إضافة إلى الممثل التجاري جيميسون غرير، ولم تكشف الصين بعد عن أسماء ممثليها.

ورغم الأجواء الإيجابية التي أحاطت بالاتصال، إلا أن ملفات معقدة ما زالت تلقي بظلالها على العلاقة بين الطرفين، أبرزها قيود واشنطن على صادرات التكنولوجيا، وسياسات التأشيرات تجاه الطلاب الصينيين، فضلًا عن ملف تايوان الذي جدده الرئيس الصيني بتحذير واضح من دعم استقلالها.

المستثمرون يترقبون بحذر نتائج الجولة المقبلة، وسط آمال بأن تفتح هذه التحركات الباب أمام تسوية تُنهي واحدة من أكثر الأزمات التجارية تأثيرًا على الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة.

 

بقلم: أماني يحيي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى