هزات أرضية وعواصف بالإسكندرية.. بين التفسير العلمي وسرديات المؤامرة

شهدت مصر خلال الأيام الماضية تكرارًا للهزات الأرضية، بالتزامن مع عاصفة جوية شديدة ضربت محافظة الإسكندرية، ما أثار تساؤلات حول دلالات هذه الظواهر المتزامنة.
وبينما قدمت المؤسسات العلمية تفسيرات واضحة تستند إلى دراسات زلزالية ومناخية، برزت على الجانب الآخر تفسيرات شعبية ربطت ما يحدث بسلسلة المؤامرات، مستحضرة مشاريع مثل HAARP ونظرية “الزلازل الاصطناعية”.
ووفقًا للمعهد القومي للبحوث الفلكية، فإن النشاط الزلزالي الأخير لا يخرج عن النطاق الطبيعي، بل إن معظم الهزات التي شعر بها المواطنون جاءت نتيجة زلازل في مناطق نشطة زلزاليًا خارج الحدود، خاصة في حوض البحر المتوسط.
كما أوضح خبراء المعهد أن مصر لا تقع ضمن أحزمة الزلازل النشطة عالميًا، كما نفوا وجود أي مؤشرات على احتمالية حدوث تسونامي.
وأما عن العاصفة التي ضربت الإسكندرية، فقد فُسّرت باعتبارها إحدى نتائج التغير المناخي العالمي، الذي أصبح يفرض نمطًا جديدًا من الظواهر الجوية القاسية في مناطق لم تكن معتادة عليها.
لكن بالتوازي مع هذا الطرح العلمي، انتشرت على منصات التواصل تفسيرات بديلة ترى أن ما يحدث ليس محض صدفة، بل يدخل ضمن “حرب مناخية” أو “رسائل غير مباشرة” عبر تحكم تكنولوجي في الطبيعة، باستخدام برامج مثل HAARP، القادر – بحسب الرواية الشعبية – على إحداث اضطرابات جوية أو زلازل اصطناعية في مناطق بعينها.
ويبقى الفارق واضحًا بين ما يمكن إثباته علميًا وما يُتداول كفرضيات غير مدعومة، إلا أن لجوء البعض لهذه التفسيرات يعكس حجم القلق المجتمعي من تكرار الأحداث المفاجئة، ورغبة في فهم ما يبدو غير مألوف، خاصة في ظل تزايد الكوارث الطبيعية عالميًا.
بقلم: أماني يحيي