تعريف الأبناء بفريضة الحج.. الكاتب / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه والتابعين، أما بعد إنه ينبغي علينا أن نعلم أولادنا أن هناك فريضة الحج، ومما يساعد على تهيئة نفس الطفل لحب فريضة الحج والشوق إليها أن نصحبه معنا لأداء العمرة بعد أن نتحدث معه عن مشاعر المسلم هناك ومدى كرم الله تعالى لضيوفه وترحيبه بوفده، والرحمات التي تحيط بالكعبة ومواطن إجابة الدعاء حولها، وفضل وحلاوة زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، والبقاء في الروضة الشريفة، والأهم من ذلك أن يرى الوالدين مشتاقين إلى هذه الرحلة ويسمعهما يتحدثان عنها ويعدان لها بفرحة، وبعد ذلك يمكننا أن نخبره بأن الحج هو صورة مكبرة من العمرة.

وهي فرض على كل مسلم ومسلمة في العمر مرة وأنه واجب على كل مستطيع بالغ عاقل، والإستطاعة تكون بالمال، والصحة، وتوفر الأمن حول طريق الحج، وأن “الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب” كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونعلمه أن المسلم لا ينبغي أن يعيش مرفها مترفا ثم يقول ” أنا لست مستطيعا من الناحية المادية إذن ليس لي حج” ولهؤلاء أقول أن الإستطاعة المادية تعني أنك لديك ما يفيض عن سد حاجاتك الأساسية، وأن من نوى طاعة ربه أعانه تعالى بقدرته على ذلك، ومن تكاسل وماطل وكّله الله إلى نفسه” وقد ثبت بالتجربة أن من يدخر من قوته ولو بمقدار جنيه كل يوم بنية تأدية فريضة الحج أو حتى الذهاب للعمرة فإن الله تعالى يبارك له في هذا المال، ويزيده له بما يكفيه لذلك، و بشكل يتناسب مع قدرته تعالى، وصدق الله العظيم القائل 

” ومن يتقي الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب” ومثل هذه الأفكار يجب أن يسمعنا أطفالنا ونحن نقولها ونحكيها لغيرنا حتى تترسب في عقولهم الباطنة ويشبّوا عليها، فيصبحون مسلمين حقا، ومن الممكن أن نعرفهم بآداب وسلوكيات الإسلام في هذه المرحلة، كما ينبغي أن نبدأ تعليمه ذكر الله تعالى بأن يقول حين يصبح ” أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله” وحين يمسي ” أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله” ونعلمه ” أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق” كما نعلمه أن يبدأ كل عمل له ببسم الله وأن يختمه بالحمد لله، كما نعلمه ما يقول حين يدخل الخلاء وحين يخرج منه، وأن يتلو آية الكرسي قبل أن ينام لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من قرأ آية الكرسي ليلا لم يزل عليه من الله حافظا حتى يصبح” وكما نشجعه على طاعة الله تعالي. 

فينبغي أن نشجعه أيضا على اللعب وممارسة الرياضة، ونخبره أن الرسول المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم كان يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها، وهي صغيرة السن، وكان يأمر صغار الصحابة قائلا ” إرموا فإن أباكم كان راميا” ويعقد بينهم السباقات والمبارزات المختلفة، وأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال “علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل” ومما يعين الوالدين على تحمل الجهد والمشقة من أجل لعب الأولاد وممارستهم الرياضة أن تكون نيتهم من ذلك هي تربية جيل مسلم صحيح النفس والجسد وإدخال السرور على قلوب أبنائهم فيهون التعب وينالا الأجر والثواب على ذلك إن شاء الله تعالي، فاللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي في معاشنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى