لأول مرة منذ عقود.. المغرب يلغي ذبح الأضاحي في العيد

في خطوة استثنائية تعكس حجم الأزمة المناخية التي يواجهها المغرب، دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى عدم ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى هذا العام، في ظل استمرار الجفاف وتفاقم تداعياته الاقتصادية على الفلاحين ومربي الماشية.
ويُعد هذا القرار الأول من نوعه منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، جاء بعد سنوات من تراجع الأمطار ونضوب المراعي، وهو ما أدّى إلى تراجع أعداد رؤوس الأغنام بنسبة وصلت إلى نحو 38% منذ عام 2016.
وهذا التراجع الحاد انعكس بشكل مباشر على أسعار الأضاحي، التي تجاوزت قدرات معظم الأسر المغربية، حيث وصل ثمن الخروف الواحد إلى ما بين 500 و600 دولار، في بلد يبلغ فيه الحد الأدنى للأجور نحو 324 دولاراً فقط.
كما يمثل اقتصاديًا عيد الأضحى موسماً حيويًا لمربي المواشي، إذ تصل عائداته إلى حوالي 1.3 مليار دولار سنويًا.
ولكن إلغاء الشعيرة هذا العام شكّل صدمة للقطاع، خاصة للمربين في المناطق الريفية الذين يعتمدون على هذا الموسم كمصدر دخل رئيسي.
وبينما أغُلقت أسواق المواشي ومواقع الذبح في مختلف أنحاء المملكة، شهدت محلات بيع اللحوم الجاهزة والمجازر ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب، في محاولة من المواطنين لتعويض غياب طقس الأضحية.
كما سارعت الحكومة المغربية إلى احتواء آثار القرار عبر حزمة دعم قُدرت بنحو 6.2 مليار درهم، تضمنت توزيع الأعلاف وتسهيلات مالية لتخفيف الأعباء عن الفلاحين، في وقت انخفضت فيه أسعار الأعلاف بنسبة كبيرة مقارنة بالعام الماضي.
ومن جهة أخرى، يرى خبراء بيئيون أن القرار سيساهم في تخفيف الضغط عن الأراضي والمياه خلال موسم الصيف، فيما أثار الجدل على المستويين الاجتماعي والديني، بين من اعتبره دعوة ظرفية لحماية الثروة الحيوانية، ومن رآه مساسًا بعادة دينية راسخة.
كما يعكس القرار واقعًا جديدًا يواجهه المغرب في ظل التغيرات المناخية الحادة، ويضع الدولة أمام معادلة صعبة: حماية البيئة والموارد الطبيعية، دون الإضرار بالاقتصاد المحلي والعادات الاجتماعية الراسخة.
بقلم: أماني يحيي