الزهرة العناق تكتب: معاني العيد

ما العيد يا أنت؟
أتحسبه صحونا مرصوفة بألوان و أشكال من الطعام، تخدع العين
و ثياب مزخرفة تتباهى بها أمام العائلة و الجيران
أم ضحكات معلبة في صناديق المجاملة؟
كلا يا هذا…
ما هكذا يكون معنى العيد،
إنه نبضة تولد في أفئدة الطاهرين.
و نفحة من سكينة تنزل على القلب، فتوقظه من سباته،
إنه همسة من نور تسري في الروح، فتنبت فيها الرضا.
العيد انحناءة أمام عظمة الرحمن،
واشتياق يهمس به العبد في حضرة رب العالمين.
العيد يا من لا تراه إلا زينة
هو حين تتوضأ النوايا بماء الإخلاص،
و تكتب يدك صدقة في دفتر الغيب،
و تعانق التكبيرات أوجاعك فتبعث فيها الطمأنينة
العيد ليس عادة من عادات وطن ما، ولا زفة موسمية تلهو بها الشوارع،
بل هو انبثاق نور من داخلك،
نور يشعر به كل من صافحك بقلب طاهر،
نور يعرفه المسكين في لقمتك،
و اليتيم في عطفك،
و الأرواح في سجودك الطويل.
العيد هو حين تترك عند باب الله كل ما أثقلك،
وتخرج منه جديدا كما لو أنك ولدت في اللحظة،
بصدر مطهر من الأحقاد
وعين لا ترى إلا الخير
وقلب لا يطرق بابه إلا الصادقون.
العيد يا أنت ….
ليس كما تظن
إنه ولادة الروح من جديدص