دعم الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة

الحمد لله القائل في كتابه “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما” والصلاة والسلام على رسوله القائل ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ” ثم أما بعد، إن من حقوق الطفل هو ترغيبه بالقراءة والتعلم، وينبغي علينا إستغلال الفرص والمناسبات لتنشئة الطفل على حب القراءة، ومنها إستغلال الأعياد بتقديم القصص والكتب المناسبة هدية للطفل، وكذلك عندما ينجح أو يتفوق فـي دراسته، وأيضا إستغلال المناسبات الدينية، مثل الحج والصوم، وعيد الأضحى ويوم عاشوراء، وغيرها من مناسبات لتقديم القصص والكتيبات الجذابة للطفل حول هذه المناسبات، والقراءة له، وحواره بشكل مبسط والإستماع لأسئلته، وأيضا إستغلال الفرص مثل الرحلات والنزهات والزيارات.
كزيارة حديقة الحيوان، وإعطاء الطفل قصصا عن الحيوانات، وحواره فيها، وما الحيوانات التي يحبها، وتخصيص قصص مشوقة لها، وهناك فرص أخرى مثل المرض وألم الأسنان، يمكن تقديم كتيبات وقصص جذابة ومفيدة حولها، وأيضا إستغلال الإجازة والسفر ومن المهم جدا ألا ينقطع الطفل عن القراءة، حتى في الإجازة والسفر، لأننا نسعى إلى جعله ألا يعيش بدونها، فيمكن فـي الإجازة ترغيبه فـي القراءة بشكل أكبر، أو القراءة له قراءة جهرية، فالقراءة الجهرية ممتعة للأطفال، وتفتح لهم الأبواب، وتدعم الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة، وسوف تكون لهم القراءة الممتعة جزءا من ذكريات طفولتهم، وكما ينبغي أيضا أستغلال هوايات الطفل لدعم حب القراءة جميع الأطفال لهم هوايات يحبونها، منها مثلا الألعاب الإلكترونية، وتركيب وفك بعض الألعاب وقيادة الدراجة.
والرسم والحاسب الآلي وكرة القدم وغيرها من ألعاب، لذا عليك توفير الكتب المناسبة، والمجلات المشوقة، التي تتحدث عن هواياتهم، وثق أنهم سوف يندفعون إلى قراءتها ويمكن لك أن تحاورهم فيها، وهل يرغبون فـي المزيد منها؟ ولا تقلق إذا كانت هذه الكتب تافهة، أو لا قيمة لها فـي نظرك، فالمهم هنا هو تعويد الطفل على القراءة، وغرس حبها في نفسه، والطفل والشخصيات التي يحبها والتي يمكن أن تجعله يحبها ومن المهم أن تزود الطفل ببعض الكتب عن الشخصيات التي يحبها، أو التي يمكن أن يحبها، وأن يتعلم المزيد عن الرسول المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم، وحياته ومعجزاته، وصحابته، والشخصيات البطولية فـي التاريخ الإسلامي وهذا كله موجود فـي قصص مشوقة وجذابة، وخصوصا إذا كان طفلك لا يحب قصص الخيال لكنه يحب قصص الخير ضد الشر والمغامرات الواقعية.
واعلموا بأن قطار القراءة يتجاوز الأطفال فلا تيأس أبدا فمهما بلغت سن الأطفال ومهما كبروا يمكنهم أن يتعلموا حب القراءة لكن من المهم أن توفر لهم المجلات، والكتب التي تلبي حاجاتهم القرائية، ومن الممكن أن تشترك لهم فـي بعض المجلات المناسبة، وخصوصا إذا كانوا مراهقين عليك أن تشبع حاجاتهم القرائية بشكل أكبر، لذا ينبغى الإهتمام بتكوين مكتبة تخص الأطفال ويتم تشجيعهم على الإستعارة والإهتمام بالكتب وتلخيص ما تم استعارته ومكافأتهم على ذلك وإعطائهم الجوائز، وكما ينبغى علي المربين وأولياء الأمور متابعة الأطفال بإستمرار والوقوف دائما على مستوياتهم وغنضباطهم ، فهذا ييسر معرفة المتميزين منهم، مما يحفز الإهتمام بهم، والمتابعة ينبغى أن تكون شاملة فى المسجد والمدرسة والمنزل والنادى والشارع.
وكذلك فالمتابعة تنشئ نوعا من التواصل بين المربى وأسر الأطفال ينبغى أن يحرص المربى على إيجادها وتنميتها بإستمرار، وكما يحرص المربى دائما على تشجيع الأطفال على تقوية علاقتهم بالله تعالي، فربط كل مايتعلمونه باليوم الآخر فهو يصلى ويصوم ويحفظ القرآن من أجل أن يفوز برضى الله تعالى والجنة، كما يتربى على الإخلاص لله تعالى، ويمكن عمل سجلات للمتابعة حتى يسهل على المربى الوقوف على مستويات الأطفال أولا بأول فيستطيع بذلك أن يصنفهم على حسب قدراتهم وإمكانياتهم.