الدكـــروري يكتب: أساليب ترغيب الطفل للقراءة والتعلم

الحمد لله مُعين الصابرين، أحمده سبحانه يكشف الهم ويزيل الغم عن المكروبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، سيد الصابرين وإمام المتقين، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد إن من حقوق الطفل هو ترغيبه بالقراءة والتعلم وإن من أساليب ترغيب القراءة للطفل هو القدوة القارئة حيث إذا كان البيت عامرا بمكتبة ولو صغيرة، تضم الكتب والمجلات المشوقة، وكان أفراد الأسرة وخصوصا الأب من القارئين والمحبين للقراءة، فإن الطفل سوف يحب القراءة والكتاب، فالطفل عندما يرى أباه وأفراد أسرته يقرأون، ويتعاملون مع الكتاب، فإنه سوف يقلدهم، ويحاول أن يمسك بالكتاب وتبدأ علاقته معه، وكذلك تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة له تضم الكتب الملونة والقصص الجذابة.
والمجلات المشوقة، ولا تنسي إصطحابه للمكتبات التجارية، والشراء من كتبها ومجلاتها وترك الإختيار له، وعدم إجباره على شراء مجلات أو كتب معينة، كل هذا يجعل الطفل يعيش فـي جو قرائي جميل، يشعره بأهمية القراءة والكتاب، وتنمو علاقته بالكتاب بشكل فعّال، وكما أن من أساليب ترغيب القراءة للطفل هو التدرج مع الطفل في قراءته لكي نغرس حب القراءة في الطفل ينبغي التدرج معه، فمثلا كتاب مصور فقط، ثم كتاب مصور يكون فـي الصفحة الواحدة صورة وكلمة فقط، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة كلمتين، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة سطر وهكذا، وأيضا مراعاة رغبات الطفل القرائية، حيث أن مراعاة رغبات الطفل وإحتياجته القرائية، من أهم الأساليب لترغيبه فـي القراءة، فالطفل مثلا يحب قصص الحيوانات وأساطيرها.
ثم بعد فترة يحب قصص الخيال والمغامرات والبطولات وهكذا، فعليك أن تساهم في تلبية رغبات الطفل، وحاجاته القرائية، وعدم إجباره على قراءة موضوعات أو قصص لا يرغبها، وكما أن من أساليب ترغيب القراءة للطفل هو المكان الجيد للقراءة في البيت أو المسجد فعليك أن تخصص مكانا جيدا ومشجعا للقراءة تتوفر فيه الإنارة المناسبة والراحة الكاملة للطفل، كي يقرأ ويحب المكان الذي يقرأ فيه، وكما عليك أن تخصص للطفل وقتا تقرأ له فيه عند ما يخصص المربى وقتا يقرأ فيه للطفل القصص المشوقة، والجذابة حتى ولو كان الطفل يعرف القراءة، فإنه بذلك يمارس أفضل الأساليب لغرس حب القراءة فـي نفس طفله، وعليك أيها المربي الفاضل أن تقرأ للأطفال أي كتاب أو قصة يرغبون بها، حتى ولو كانت تافهة، أو مكررة، وقد تكون أنت مللت من قراءتها
ولكن عليك بالصبر حتى تشعرهم بالمتعة في القراءة، وكما عليك بالقراءة المعبرة وتمثيل المعنى واجعلها نوعا من المتعة، وإستعمل أصواتا مختلفة واجعل وقت القراءة وقت مرح ومتعة، وكما عليك أن تناقش الأطفال فيما قرأته لهم، واطرح عليهم بعض الأسئلة، وحاورهم بشكل مبسط، وحاول أن تكون هذه القراءة بشكل مستمر كل أسبوع مرتين على الأقل، وإن جلسات القراءة المسموعة تجعل الأطفال يعيشون المتعة الموجودة فـي الكتب، كما أنها تساعدهم على تعلم وفهم لغة الكتب، وعليك بإستغلال الفرص والمناسبات حيث إن إستغلال الفرص والمناسبات، لجعل الطفل محبا للقراءة، من أهم الأمور التي ينبغي على المربى أن يدركها، فالمناسبات والفرص التي تمر بالأطفال كثيرة، فاللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي في معاشنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر.