جزاء الخائضين في حادثة الإفك.. الكاتب / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه الله رحمة للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله خير ما جزى نبيا من أنبيائه، فصلوات ربي وتسليماته عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين أما بعد، نعيش في هذه الأيام الصعبة علي الإسلام وأهله حيث نواجه الكثيرين من المأجورين علي هدم الإسلام، ومنهم من يسبون السيده الطاهره عائشة رضي الله عنها بالزنا، ومن عرف الرسول المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم وأهل بيته حقا وخاصة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.
ما ينبغي له أن يشك فيها فضلا عن إتهامها أو الكلام في مثل هذا الإفك بل يجزم بأنه كذب وتزوير وافتراء، فلو كان أحدنا مكان أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أكان يفعل الفاحشة فإن كنا نظن الخير بأنفسنا وبذوينا فأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أولى بالظن الحسن وبالتبرأة فهي من خير نساء العالمين وأفضل منا بلا أدنى شك، ثم يحذر الله تعالي المسلمين وينذرهم من العودة لمثل ذلك مرة أخرى ويبين أن من يعود لمثل ذلك بعدما بينه الله فعلى أقل التقديرات في ثوب إيمانه ثلمة كبيرة، فمن عرف الله عليما حكيما ماينبغي له أن يشك في كلامه فضلا عن أن يكذبه ويقول بخلافه، وإتهام أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها كفر لأنه تكذيب لله عز وجل ولرسول الله صلي الله عليه وسلم وإيذاء له، ثم يبين الله تعالي أن الخائضين في حادثة الإفك.
وأعراض المسلمين هم من الذين يحبون شيوع الفواحش والمنكرات في المؤمنين ويتوعدهم الله عز وجل بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، وفي الآيات تبشير للروافض الفاجرين بالنكال والجحيم والعذاب الأليم، جزاء وفاقا من العزيز العليم سبحانه، وفيها حض للمؤمنين على الدفاع عن عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إن كانوا حقا من المؤمنين بالله وبرسوله وبصدقهما وببراءة عائشة رضي الله عنها، ليتهم يدركون شناعة فعلهم ومغبته في الدنيا والآخرة فإنهم لايطعنون في عائشة فحسب وإنما يطعنون في صفات الله ويطعنون في رسول الله ويطعنون في دين الله تعالي، ويا ليتهم يدركون أنهم لايستأهلون أن تكون الطاهرة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أما لهم، وإنه لشرف لاتشرأب إليه أعناق أمثالهم، ويكفي أن الله تعالي إختارها زوجة لنبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم.
وما كان الله ليختار إلا طيبا ومناسبا للحبيب صلى الله عليه وسلم في الطهارة والتقوى والفهم والعلم والحكمة وحسن الخلق، فالطاعن فيها طاعن في إختيار الله تعالي وعلمه وحكمته، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة رضي الله عنها “أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك فإذا أنتي هي فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه” رواه البخاري ومسلم، وكما من تكريمها عن الله تعالي أن الوحي كان ينزل في بيتها وفي لحافها وكيف يأتمن الله عز وجل على الدين خائنة أو غير طيبة؟ وعن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأم سلمة “يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل عليّ الوحي في لحاف امرأة منكن غيرها “