الإذاعة المصرية.. 91 عامًا من الريادة

رانيا البدرى
«هنا القاهرة».. كلمات حماسية تحمل كل معاني الانتماء للوطن وتم اعتمادها كعبارة رسمية وأولى الكلمات التي انطلقت عبر الإذاعة المصرية على لسان المذيع أحمد سالم والتي افتتحت في يوم 31 مايو عام 1934 فأصبح هذا اليوم عيدا للإذاعة المصرية.
ويعد أحمد سالم، أول مذيع في الإذاعة المصرية وكان من أوائل الإذاعيين المصريين وهو أحد سبعة تولوا مسؤولية الإذاعة الوليدة ووضعوا أسس العمل بها ، وهم : محمد سعيد لطفي باشا ، محمد فتحي، على خليل، أحمد كمال سرور، مدحت عاصم ، وعفاف الرشيدي.
بدأت الإذاعة المصرية افتتاحها في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم31 مايو عام 1934 بآيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد رفعت، وتلاها انطلاق صوت الآنسة أم كلثوم التي تقاضت ٢٥ جنيهًا نظير إحيائها للافتتاح، وغنى أيضًا في ذلك اليوم المطرب صالح عبد الحي، ثم مطرب الملوك والأمراء محمد عبد الوهاب وشمل برنامج الإذاعة حسين شوقي أفندي الذي ألقى قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي بك، وألقى الشاعر علي بك الجارم بصوته قصيدة تحية لملك البلاد فؤاد الأول ملك مصر والسودان، والمونولوجست محمد عبدالقدوس، والموسيقيان مدحت عاصم وسامي الشوا”، ومع أحمد سالم كان المذيع محمد فتحي الذي عرف بلقب “كروان الإذاعة”.
هذا وقد مر تاريخ الإذاعة في مصر بعدة مراحل لكل مرحلة سماتها وهي: الإذاعات الأهلية و عهد شركة ماركوني البريطانية و مرحلة التمصير وعهد الثورة ومرحلة الشبكات الإذاعية والسيادة الإعلامية حتى الآن وعرفت مصر الإذاعة قبل عام1926 وتميزت المحطات الأهلية بتركز معظمها في مدينتي القاهرة والإسكندرية, وكانت معظم برامجها باللغة العربية بينما كانت تذيع بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية للأجانب في مصر ، وكان معظم أصحاب تلك المحطات من التجار الذين يرغبون في ترويج سلعهم بصفة عامة وتجار أجهزة الراديو بصفة خاصة الذين أقاموا المحطات الإذاعية للترويج لتجارتهم وتحقيق الربح من وراء إذاعة الإعلانات التجارية, مثل محطة راديو فؤاد التي أنشأها عزيز بولس ومحطة راديو فاروق التي أنشأها إلياس شقال، كما كانت معظم هذه المحطات شركات بين عدد من الأفراد، وكانت ضعيفة الإرسال.
وفي يوليو1932 وافق مجلس الوزراء على أن تتولي شركة ماركوني التلغرافية اللاسلكية كوكيل عن الحكومة المصرية إدارة الإذاعة وتشغيلها وصيانتها وإعداد البرامج والمذيعين، وبدأ العمل في إقامة محطات الإرسال وكذلك الاستوديوهات الإذاعية في مبني شركة ماركوني في شارع علوي خلف البنك الأهلي المركزي حيث أقامت الشركة خمسة استوديوهات، وشهدت هذه المرحلة إشراف وزارة المواصلات علي الإذاعة حتى إنشاء وزارة الشئون الاجتماعية في20 أغسطس1939 فأصبحت الإذاعة إحدى إداراتها، وفي19 ابريل1942 أصبحت الإذاعة تابعة لإشراف وزارة الداخلية وعاد الإشراف علي الإذاعة لوزارة الشئون الاجتماعية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية علي أن يبقي لوزارة المواصلات اختصاصها المتمثل في الإشراف علي صيانة أجهزة المحطة وإدارتها من الناحية الفنية وتحصيل رسوم الرخص والتفتيش عليها.