امرأة كانت آية في الزهد في الدنيا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي جعل الشباب قوة، وزينة وفتوة، وزيّن بالثبات منهم من شاء، وحلى بالإستقامة منهم من أراد، أحمده سبحانه وأشكره والشكر له على جزيل نعمه، وعظيم مننه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله أرسله ربه بالهدى والنور، فلبّى دعوته شباب نفع الله بهم الإسلام وأمته، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته، المتفانين في دعوته، والممتثلين لأوامره، والمجتنبين لنواهيه، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ومن ضمنهم أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، فأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها كانت آية في الزهد في الدنيا وقطع الطمع إلا فيما عند الله تعالي وأنت لازلت تلهث وراء الدنيا ومتاعها وتهلك في أوديتها.

فأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها تتألم لآلام المسلمين وتشعر بجراحهم وتشاركهم أحزانهم وكأن الألم والجرح والحزن يخصها وحدها، فلم تدخر وسعا في المشاركة الإيجابية في حل أزمات الأمة الضخام، وأنت تحيى لنفسك فقط ولا تبالي إلا بشهواتك ورغباتك فلا تتألم إلا لألمك فقط ولاتشعر إلا بجرحك فقط ولاتحزن إلا لحزنك فقط وكأنك عضو مبتور من جسد مكلوم، واعلم أخي الكريم أنه لاقيمة للعضو مهما بلغ إلا بإتصاله بالجسد وإرتباطه به، فأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها تتواضع وتخبت لله تعالي ولديها كل أسباب العجب والكبر والتيه والزهو، فما بالك تشمخ بأنفك وتستعلي وتعجب بنفسك وحالك أدعى للتواضع والانكسار ؟ صفر اليدين أنت من دواعي العجب والإفتخار فما بالك تزهو بنفسك وتتيه فخرا بعملك؟

فأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها تبذل الغالي والنفيس في سبيل الله وتنسى نفسها لأنها كانت طوال حياتها ترى أن مرضاة الله تعالي ومرادته مقدمة على مرضاة نفسها ومراداتها حتى أضحت مرضاتها ومرادتها وفق مرضاة الله عز وجل ومراداته منها، وأنت يستقرضك الله تعالي والنعمة نعمته والفضل فضله فتبخل بالمال وبالجهد وبالوقت على الله سبحانه فتخسر الجميع، وتتصرف كما لوكانت هذه الأشياء أنت من خلقها ووهبها، فهذه هي دعوة لبناتنا ونسائنا وأمهاتنا وأخواتنا وجميع نساء المؤمنين إلى التأسي بأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وإتخاذها قدوة، فأعرض صفات بناتك وأخواتك وأمك على صفات أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وحدد الصفات والتصرفات التي يخالفون فيها عائشة وأخبرهم بها وأنصحهم بصددها كل بما يناسبه.

ووجهم لأن يعرضوا أنفسهم على صفات أمهم عائشة، فإن موقفك أخي الكريم تجاه نصرة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها هو بغض الشيعة في الله والبراءة منهم وإعتقاد أنهم علي ضلال ومضللين، فعليك أن تقرأ عن الشيعة وأفكارهم ونظرتهم للسنة وتاريخهم الأسود مع السنة لتكون على بصيرة من أمرك ويكتمل لديك نصاب البراءة منهم، وتبصير المسلمين بحقيقة دين الشيعة وعداوتهم لأهل السنة لكيلا ينخدع أحد من المسلمين بتقيتهم أو بدعوات المستغفلين من أهل السنة للتقريب بيننا وبين الشيعة حتى وصل الأمر ببعضهم إلى إعتبار المذهب الجعفري مذهبا يجوز للسني أن يتعبد لله من خلاله، وأخبر الآن أحد المسلمين بما ينبغي معرفته عن الشيعة، ولو من خلال الهاتف ولو بالمراسلة، وكما عليك مقاطعة الشيعة فكريا وإقتصاديا وعلميا وإنهم والله أولى بالمقاطعة من بعض الكافرين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى