المرأة التي تعرّت من أنوثتها لتثبت أنها تشبه الرجل.. الكاتب/ احمد حسن

 

نقد فلسفي للأنوثة المُدللة 

⬅ تنويه هذا المقال يهدف إلى التحليل لا الاتهام، وإلى التوعية لا التعميم.

كثير من النساء اليوم يعتقدن أنهن صرن أكثر وعيًا بسيكولوجية الرجل، وأن سنوات الجهل والتجهيل قد انتهت لحظة اكتشاف خريطة الرغبة الذكورية

((الرجل لا يحب، هو فقط يريد جسدًا))، تقولها المرأة المعاصرة بثقة، وكأنها أمسكت مفاتيح السلطة العاطفية.

لكن، هل حقًا صار هذا الوعي عميقًا؟ أم أننا أمام سطح جديد من الفهم، يُروَّج على أنه استنارة بينما هو مجرّد تفكيك للغريزة بلغة معاصرة؟

أن تعرف الأنثى ما يريده الرجل، لا يعني أنها أصبحت تفهمه. وأن تكتشف أن الجنس عند الرجل ليس دائمًا مشاعر، لا يعني أنها صارت محصّنة من تكرار خيباتها معه. فالمعرفة التي لا تغيّر الذائقة، لا تُثمر وعيًا حقيقيًا.

تدّعي بعض النساء أنهن يميّزن بين المحب والمخادع، ثم لا تلبث اختياراتهن أن تنحاز إلى المخادع وتضجر من الصادق. المشكلة ليست في التمييز، بل في الذائقة التي تم تلقينها منذ الطفولة

 الغموض مثير

 الاهتمام الزائد مملّ

 المخلص لا يُغري

 وهنا تبدأ أولى ملامح الأنوثة المُدللة كما نحاول تحليلها وعي مشوّه يخلط بين التمرّد والنضج، ويظن أن التماهي مع الانحلال الذكوري شكلٌ من أشكال التحرّر الأنثوي.

فحين تتباهى المرأة بأنها #تعرف الرجل لكنها تختار السطحي، وتعلم بضعفه العاطفي ثم تغفره مرارًا، فهي لا تمارس استقلالًا حقيقيًا. بل تعيد إنتاج النمط نفسه الذي تشتكي منه، ولكن بجرأة جديدة.

أما حين تصف المرأةُ نفسها بأنها أصبحت تشبه الرجل في التعامل مع المال والجنس دون مشاعر، فهي لا تنتصر لكرامتها، بل تخلع عنها أنوثتها طوعًا لتثبت أنها #قادرة على الانحدار بالمستوى ذاته. وهذا ليس وعيًا بل سقوطًا متقابلًا.

أن تتساوى المرأة مع الرجل لا يعني أننا حققنا مساواة، بل يعني أننا كرّسنا انحدارًا مزدوجًا. إننا لا نحرّر المرأة حين نمنحها حقّ الانزلاق، بل نفرغ قيمتها من الداخل تحت لافتة #الحق في الاختيار.

نعم، بعض النساء يرفضن الرجل الذي يقدّم المال بلا حب، لأن بقايا من الأدب والذوق ما تزال حيّة فيهن.

 لكن كثيرات أخريات يخترن القبول، لأن داخلهن لم يعد يرى في العلاقة إلا تبادل مصالح مادي. وهذا ما يدفعنا للسؤال

 ما الفرق إذًا بين كائنٍ يشتري الحب؟

 وكائنٍ يبيعه عن وعي؟

الكرامة الأنثوية لا تُقاس فقط بما ترفضه، بل بما تسمو عنه، ولو أتيح. ومن أرادت أن تثبت أنها تشبه الرجل في كل شيء، فلتعلم أنها فقدت بالضبط ما يجعلها أنثى.

واخيرا 

 هذا المقال يندرج ضمن سلسلة نقدية تحليلية تهدف لفهم التحولات النفسية والاجتماعية في العلاقات المعاصرة من منظور نفسي فلسفي. 

لا يُقصد به التعميم أو الإساءة لأي طرف، وإنما يسلّط الضوء على أنماط وسلوكيات محددة ضمن سياق ثقافي معين. نرحّب بكل الآراء الجادة التي تثري الحوار وتفتح أفقًا للنقاش الهادئ والواعي..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى